نسخة معاصرة من حلف الفضول
بقلم لواء.م / محمد بن سعيد الحارثي
مدير شرطة العاصمة المقدسة / سابقاً
حلف الفضول من مفاخر العرب تعاهدت فيه قريش على ان يكونوا يداً واحده مع المظلوم على الظالم. وقد شهده المصطفى (صل الله عليه وسلم) في الجاهليه. وقال بأنه لو دعي لمثله في الاسلام لأجاب. وحفاوته بالحلف تشريع وتشجيع على التطوع والتعاون لإصلاح المجتمع وأفراده. وما الامسية التي تداعى لها اعيان ورجالات من قبيلة العلي من بني الحارث وعلى رأسهم شيخ القبيلة للاحتفال بتأسيس صندوق خيري يختص بالصرف على الارامل والفقراء من افراد القبيلة إلا نسخة من ذلك الحلف باعتباره مشروع نبيل تأسى فيه القائمون بتوجيهات الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) وله مثيل لدى كثير من القبائل والأسر ومنهم قبيلتي حيث يتداعى الخيرون لتأسيس صناديق خيرية انشطتها متنوعة من الزواج الجماعي ودعم الاسر الفقيرة الى إصلاح ذات البين وغير ذلك مما يتحقق معه النفع وسد الحاجة للكثير منهم. والواقع ان المجتمع بحاجة لان يتداعى افراده من اصحاب الهمم وأهل الخير لتأسيس صناديق خيرية تحت مظلة وزارة الموارد البشرية وأجهزتها الرقابية. حيث من الضروري الاسترشاد بتعليماتها ولوائحها لإعطاء تلك المشاريع الموثوقية لتنال الدعم والمساندة ، فحاجات المجتمع ومتطلبات افراده متنوعة ومتعددة. فالبعض منها في حاجة للدعم المادي كالسكن والغذاء وفواتير الكهرباء والماء وإعانات الزواج وغيره وبعضها في حاجة للإرشاد والتوجيه من مكاتب المحاماة باعتبار ان اقامة الدعاوى في الاغلب تحتاج الى محامي للترافع ولذلك فقد يكون لمكاتب المحاماة دور بالترافع التطوعي في بعض القضايا التي يتضح فقر اصحابها وعجزهم عن توفير من يترافع عنهم مما يساعد القضاء في احقاق الحق على انه لا يخلو الامر من متبرعين لكن ذلك في رأي مجهول من الغالبية ولا بد ان يكون معلناً عنه لتقديم النصح والرأي. ومن الاعمال الخيرية قيام الاطباء المتخصصين بالفحص او إجراء عمليات جراحية خارج عملهم لبعض ذوي الحاجة من الفقراء والمعوزين سواءً كانوا مواطنين او مقيمين ، حتى انني ارى ان القيام بإنشاء اوقاف خيرية تمول من تبرعات افراد القبيلة وتكاليف ولائمها وحفلاتها. حيث يعد ذلك من اعمال البر الدائمة التي تعود بالثواب عليهم جيلاً بعد جيل توصل فيها الارحام وترتقي بأحوال الضعفاء منهم وذلك ممكن. والله من وراء القصد.
نسخة معاصرة من حلف الفضول