الدكروري يكتب عن نصر المؤمنين برسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
روي أنه جاء أعرابي إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يستعينه في شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنت اليك قال الأعرابي لا ولا أجملت فغضب المسلمين وهموا ان يقوموا إليه فاشار اليهم أن كفوا فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ منزله دعا الأعرابي إلى البيت فزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وقال احسنت اليك قال الأعرابي نعم فجزاك الله من اهل وعشيرة خيرا فقال صلى الله عليه وسلم إنما جئتنا تسألنا فأعطيناك فقلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيئا عليك شيئا، فإذا جئت، فقل بين أيديهم ذلك حتى تذهب عن صدورهم فقال نعم فخرج إلى الصحابة، فأعاد عليهم الكلام وقال نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” إن مثلي ومثله هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة، فشردت به فاتبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفورا، فقال لهم صاحبها خلُّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أرفق بها وأنا أعلم بها ” وعندما قسمت رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنيمة قال رجل اعدل يا محمد، فإن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله، فقال ” ويلك ومن يعدل بعدي إذا لم أعدل ” ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم” والله ولى المؤمنين” ومعنى ” والله ولى المؤمنين” أي يقول والله ناصر المؤمنين بمحمد، المصدقين له في نبوته وفيما جاءهم به من عنده، على من خالفهم من أهل الملل والأديان، وقد قال القاضي عياض، فإن قيل كيف رأى نبى الله موسى عليه السلام يصلي، وأمّ صلى الله عليه وسلم الأنبياء في بيت المقدس، ووجدهم على مراتبهم في السماوات؟
فالجواب يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم رآهم وصلى بهم في بيت المقدس، ثم صعدوا إلى السماء، فوجدهم فيها، وأن يكون اجتماعهم وصلاته معهم بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى، وقال ابن كثير والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السماوات، ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيا وهم معه، وصلى بهم فيه، ثم إنه ركب البراق وكرّ راجعا إلى مكة، واختلف العلماء في حقيقة هذه الصلاة فقيل إنها الصلاة اللغوية، يعني الدعاء والذكر، وقيل هي الصلاة المعروفة، وهذا أصح لأن اللفظ يُحمل على حقيقته الشرعية قبل اللغوية، وإنما نحمله على اللغوية إذا تعذر حمله على الشرعية، ولم يتعذر هنا، فوجب الحمل على الصلاة الشرعية، وعلى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء قبل الإسراء.
فلقائل أن يقول وكيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم كيفة الصلاة؟ نقول لا إشكال في ذلك لأن الصلاة كانت مفروضة على المسلمين من ابتداء الإسلام ولذلك لما سأل هرقل أبا سفيان ماذا يأمركم ؟ قال يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة” وقال ابن رجب وفيه دليل على أن الصلاة شرعت من ابتداء النبوة، لكن الصلوات الخمس لم تفرض قبل الإسراء بغير خلاف، وقال ابن حجر فإنه صلى الله عليه وسلم كان قبل الإسراء يُصلي قطعا، وكذلك أصحابه”.
نصر المؤمنين برسول الله