الرئيسيةمقالاتهل الطفل الصغير صفحة بيضاء
مقالات

هل الطفل الصغير صفحة بيضاء

هل الطفل الصغير صفحة بيضاء

هل الطفل الصغير صفحة بيضاء

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد يقول الإمام الألوسي رحمه الله تعالى ولا يلومن الشريف إلا نفسه إذا عومل حينئذ بما يكره، وقدم عليه من هو دونه في النسب بمراحل كما يحكى أن بعض الشرفاء في بلاد خرسان كان أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أنه كان فاسقا ظاهر الفسق، وكان هناك مولى أسود، تقدم في العلم والعمل، فأكب الناس على تعظيمه، فاتفق أن خرج يوما من بيته ذلك المولى الأسود العالم العابد من بيته يقصد المسجد، فاتبعه خلق كثير يتبركون به، فلقيه الشريف وهو سكران، فكان الناس يطردونه عن طريقهم، فغلبهم وتعلق بأطراف الشيخ وقال يا أسود الحوافر والمشافر. 

 

يا كافر ابن كافر أنا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذل وأنت تجل؟ وأهان وأنت تعان؟ فهم الناس بضربه، فقال الشيخ لا تفعلوا هذا محتمل منه لجده، وإن خرج عن حده، ولكن أيها الشريف بيضت داخلي، وسودت داخلك، فرؤي بياض قلبي فوق سواد وجهي فحسنت، وسواد قلبك فوق بياض وجهك فقبحت، وأخذت سيرة أبيك، وأخذت سيرة أبي، فرآني الخلق في سيرة أبيك ورأوك في سيرة أبي فظنوني ابن أبيك، وظنوك ابن أبي، فعملوا معك ما يعمل مع أبي، وعملوا معي ما يعمل مع أبيك، فهذه هي مساواة الإسلام، هذا هو معنى ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” فهكذا يرتفع بالإسلام أقل الناس وأحقرهم إلى أعلى المقامات، وإلى أشرفها، ولا ينفع هذا الشريف وجود هذه النسبة، وهي شرف الإنتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لابد من التقوى.

 

فهذه الرابطة رابطة الأخوة في الإسلام هي التي تكون بين المسلمين، ويكون عليها الولاء والبراء، فقد بين الله سبحانه وتعالى أن الإسلام هو الذي يربط بين أفراد المجتمع الإسلامي دون غيره من الروابط لأنه يجعل المؤمنين كالجسد الواحد، يقول الشنقيطي رحمه الله فربط الإسلام لك بأخيك كربط يدك بمعصمك، ورجلك بساقك، واعلموا يرحمكم الله أنه ليس صحيحا بالمرة ما يقال من أن الطفل الصغير صفحة بيضاء تكتب عليها ما تشاء، بل إن الإنسان والطفل إنسان كائن معقد للغاية على خلاف الجمادات والنباتات والحيوانات، فإنه صحيح أن التربية في الصغر أسهل بكثير من التربية في الكبر، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن فترة الصغر “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” لكن هذا شيء والقول بأن الطفل وهو صغير نفعل منه ما نشاء. 

 

وكيفما نشاء شيء آخر، فيا أيها الآباء والأمهات إن من واجباتكم في مجال تربية الأولاد وحسن رعايتهم هو مراقبة أولادكم ومتابعة نشاطاتهم، وإختيار الرفيق الصالح والكتاب النافع لهم، وحل مشكلاتهم عن طريق الإقناع وبالتي هي أحسن، وهذا يستلزم منكم أن تعدا نفسيكما إعدادا مستمرا، وأن يكون لكما اطلاع واسع على أساليب التربية الصحيحة، وعلما أولادكم القرآن الكريم والسنة الشريفة، وأيضا إختنان الذكور من أولادكما من الصغر فإن الاختتان من سنن الإسلام، ومرا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضرباهم عليها وهم أولاد عشر سنين كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تتهاونا في ذلك فتأثمان، فاتقوا الله تعالى واعلموا أنه ينبغي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به في جميع أعماله، وأقواله، وجدّه واجتهاده، وجهاده وزهده وورعه وصدقه وإخلاصه إلا في ما كان خاصّا به، أو ما لا يُقدر على فعله.

هل الطفل الصغير صفحة بيضاء

هل الطفل الصغير صفحة بيضاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *