هنا نابل/ الجمهورية التونسية
ما لم تقله أمي رحمها الله … !
بقلم المعز غني
قالت لي أمي رحمة الله عليها ذات يوم : يعجبني دخولك علي وفي يديك ما يشعرني بإهتمامك ولو كان بسيطاً …
ما لم تقله أمي !
يؤلمني وقوفي في المطبخ مع آلام ظهري وتيبس قدماي هل أصبحت خادمة لكم ولأطفالكم …؟
ما لم تقله أمي !
يبدو أنكم جئتم للحديث بينكم وليس لي نصيب من الحديث معكم فلا يعجبكم حديثي
ما لم تقله أمي !
كم يسعدني أن تشعروني بشكركم لي على ما قدمت ، وكيف عرفتم مقدار التعب الذي تعبته حين أصبح لكم بيوت وأبناء ولا تلوموني في كثرة السؤال والبحث عنكم كما تبحثون وتسألون عن أبنائكم فأنتم لا زلتم أولادي وقلبي يعتصر شوقاً لاحتضانكم …
ما لم تقله أمي !
لست بحاجة إلى توجيهاتكم وكأني طفلة لا تحسن التصرف ( أفعلي هذا يا أمي ولا تفعلي ذاك … ) ، فقد بلغت من الكبر عتياً وأنا بحاجة إلى برّكم وتلطفكم لي .
ما لم تقله أمي !
لماذا تغضبون بسرعة
أنا لم أقصد إنتقاص أزواجكم أو أبنائكم …
فأنا أمكم ويهمني ما يهمكم !
ما لم تقله أمي !
أفرح كثيراً بزيارتكم المفاجئة لي في أي وقت ، وبالذات عندما أكون لوحدي .
ما لم تقله أمي !
سيأتي يوم تدخلون على بيتي ولا تجدوني
تقبلو نصيحتي يا أبنائي فمهما قسوت عليكم فأنا أحبكم ، رجاءا تقبلو تحيات والدتكم التي ترى جمال الدنيا في سعادتكم
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
ما رضاء الله إلا برضا الوالدين ويا رب رضيهم
علينا في الدنيا والآخرة.
رحمك الله يا أمي …