اخبار مصر

وأن جندنا لهم الغالبون 

وأن جندنا لهم الغالبون 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 5 أكتوبر 2024

وأن جندنا لهم الغالبون

الحمد لله برحمته اهتدى المهتدون، وبعدله وحكمته ضلّ الضالون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، تركنا على محجّة بيضاء لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء والظنون، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلب سليم ثم أما بعد، لقد خاض الرسول الكريم المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والأجيال المسلمة من بعده معارك شتى بدءا من يوم الفرقان في بدر وإستمرار في خيبر وفتح مكة وتبوك وإمتداد إلى اليرموك والقادسية وفتح بيت المقدس ومصر وبلاد الأندلس إلى عين جالوت وحطين ونهاية بالعاشر من رمضان وكان إنتصارهم في كل معركة يرجع إلى عنصرين أثنين، فالعنصر الأول وهو تأييد الله تعالى لجنده بنصره المبين. 

 

تحقيقا لقوله سبحانه وتعالى “وأن جندنا لهم الغالبون” وتأكيدا للشرط والجواب في قوله عز وجل “يا أيها الذين أمنوا أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” ولانهم حققوا معية الله تعالي التي طلبها منهم فكان النصر الأكيد لهم كما جاء في قوله تعالى “أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون” وهذا عنصر لا يحتاج إلى تزكية للنفس فالله تعالي أعلم بخلقه ويعطي عباده حسبما يعلم من إيمانهم لأن ذلك وعده الذي تكرم به عنده قوله سبحانه “أنا لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد” وأما عن العنصر الثاني فهو الأسباب العسكرية البشرية وهذه الأسباب العسكرية تتفرع إلى عوامل معنوية، وعوامل مادية، وقيادة مؤمنة، وحرب عادلة، ووضع إجتماعي وسياسي وديني وأقتصادي وأخلاقي مترد لدى أعدائهم من المشركين ويهود وروم وفرس.

 

وإن من أعمدة النصر هو الإيمان بالله والنصر، حيث قال الله تعالى “وكان حقا علينا نصر المؤمنين” وكما قال تعالى “إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا” وفي هاتين الآيتين قضى الله تعالى وقضاؤه حق أن نصره المبين، وتأييده المستبين إنما هو لعباده المؤمنين وأوليائه المخلصين، نعم إن النصر، والتمكين حق لكل مؤمن بالله تعالى، ولكل من عمر قلبه بالإيمان الصادق والإسلام الخالص والإنقياد التام لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإن تحلي العباد بالإيمان بالله تعالى برهان كبير على أنهم هم المنصورون وأنهم هم الجند الغالبون، كما قال الحق تبارك و تعالى “ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون” وكما قال الله تعالى “ومن يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون” فمتى أتى المؤمنون بإيمان تام كامل كان لهم نصر تام كامل. 

 

وإن أتوا بإيمان دون الكمال وقاصر عن التمام فإن النصر لهم بحسب ذلك وحين نلحظ تأريخنا الحافل بالإ نتصارات الخالدة التي أقضت مضاجع أهل الكفر، وأذناب الضلال ، والتي أقرّت عيون أهل الإيمان والتوحيد ونجد أن أغلب حروب المسلمين التي بها صرت الغلبة لهم أو حلت بهم الهزيمة راجع إلى الإيمان قوة و ضعفا، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء، وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعلنا مجتمعين على الحق غير متفرقين فيه، اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى واغفر لنا في الآخرة والأولى، اللهم أبرم لأمتنا أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار