شريط الاخبار
وإن الدار الاخرة لهي الحيوان
وإن الدار الاخرة لهي الحيوان
بقلم / هاجر الرفاعي
والله إن العيش لعيش الاخرة
ان صلحت
الدنيا ماهي الا وسيلة لرغد الاخرة ولا يوجد متاع ولا لذة في هذة الدنيا إلا اذا جعلناها في أيدينا وليست في عقولنا فإذا جعلناها في أيادينا تحكمنا نحن فيها وفعلنا ما يرضي ربنا ويكون سببا في نجاتنا في الاخرة وتمسكنا بكتاب الله وسنته فعنه صلى الله علية وسلم قال: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي” فيا عباد لا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم من فيها وما فيها فنحن حين يجيئ موعد لقاءنا مع المولى
سنترك كل شيء إلا أمالنا المسجلة في الصحائف عنده هي التي سنجازىٰ عليها أكانت بالاحسان فإحسانا وان كانت غير ذالك فحاشا لله أن نكون غير الفائزين بجنة النعيم فقالالله تعالى محثا وموضحا لنا ممدى خطورة هذة الدنيا بسم الله الرحمن الرحيم: ” وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الاخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون “،، وقال الله تعالى أيضا في سورة العنكبوت : “وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”
: “وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ هذا الكلام مبلَّغ إلى الفريقين اللذين تضمنهما قوله تعالى : بل أكثرهم لا يعقلون فإن عقلاءهم آثروا باطل الدنيا على الحق الذي وضح لهم ، ودهماءهم لم يشعروا بغير أمور الدنيا ، وجميعهم أنكروا البعث فأعقب الله ما أوضحه لهم من الدلائلبأن نبههم على أن الحياة الدنيا كالخيال وأن الحياة الثانية هي الحياة الحق . والمراد بالحياة ما تشتمل عليه من الأحوال وذلك يسري غلى الحياة نفسها .واللهو : ما يلهو به الناس ، أي يشتغلون به عن الأمور المكدرة أو يعْمرون به أوقاتهم الخلية عن الأعمال .واللعب : ما يقصد به الهزل
والانبساط . وتقدم تفسير اللعب واللهو ووجه حصر الحياة الدنيا فيهما عند قوله تعالى : وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو في سورة الأنعام والحصر : ادعائي كما تقدم . وقد زادت هذه الآية بتوجيه اسم الإشارة إلى الحياة وعهي إشارة تحقير وقلة اكتراث ، كقول قيس بن الخطيم مشيراً إلى الموت :متى يأت هذا الموتُ لا يُلف حَاجة … لنفسيَ إلا قَد قضيتُ قضاءهاولم توجه الإِشارة إلى الحياة في سورة الأنعام . ووجه ذلك أن هذه الآية لم يتقدم فيها ما يقتضي تحقير الحياة فجيء باسم الإِشارة لإفادة تحقيرها ، وأما آية سورة الأنعام فتقدم قوله : { حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما قرطنا
فيها } فذُكر لهم في تلك الآية ما سيظهر لهم إذا جاءتهم الساعة من ذهاب حياتهم الدنيا سُدى . وأمر تقديم ذكر اللهو هنا وذكر اللعب في سورة الأنعام فلأن آية سورة الأنعام لم تشتمل على اسم إشارة يقصد منه تحقير الحياة الدنيا فكان الابتداء بأنها لعب مشيراً إلى تحقيرها لأن اللعب أعرق في قلة الجدوى من اللهو .ولما أشير في هذه الآية إلى الحياة الآخرة في قوله { فأحيا به الأرض من بعد موتها }زاده تصريحاً بأن الحياة الآخرة هي الحياة الحق فصيغ لها وزن الفعلان الذي هو صيغة تنبئ عن معنى التحرك توضيحاً لمعنى كمال الحياة بقدر المتعارف ، فإن التحرك والاضطراب أمارة على قوة الحيوية في الشيء مثل الغليان واللهبان . وهم قد جهلوا الحياة الآخرة من أصلها فلذلك قالوا { لو كانوا يعلمون } . وجواب { لو } محذوف دليله ما تقدم ، أو هو الجواب مقدّماً؛؛ فيا عباد الله اتقوا الله حق تقاته واسعوا لتأمين آخرتكم.
وإن الدار الاخرة لهي الحيوان