المقالات

وإن الله على نصرهم لقدير

وإن الله على نصرهم لقدير 

وإن الله على نصرهم لقدير

بقلم / محمـــد الدكـــروري

وإن الله على نصرهم لقدير

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، يقول الله سبحانه تعالى “وما للظالمين من أنصار” وكما قال تعالى “والظالمون مالهم من الله من ولي و لا نصير” فإن الله لا ينصر الظالم على المظلوم بل إقتضت حكمته أنه ينصر المظلوم على الظالم مهما كان المظلوم والظالم، وما أكثر الظلم في المسلمين والذي بسببه حُرمنا النصر على أعدائنا، وإن الظلم أنواع ومنه الكفر والشرك بالله تعالى وهما من أهم أسباب منع النصر والتأييد من الله تعالى لنا، فتجد شركا في الأقوال والأفعال والنيات، وتجد كفرا بالله عز وجل ظاهرا وكفرا باطنا، وكما أن من الظلم هو أكل أموال الناس بالباطل، ومنع ذوي الحقوق حقوقهم. 

 

فهذا الظلم الظاهر البيّن الذي لا يخفى على من آتاه الله سبحانه عينين مبصرتين، فالظلم يمنع النصر كما في هذه الآيات وكما في حديث دعوة المظلوم وأنه ليس بينها و بين الله حجاب والله تعالى قد وعد بأنه سينصرها و لو بعد حين، فمتى طهرت الأمة من الظلم بجميع أنواعه وصوره فإن نصر الله آت وعده متحقق سواء في ذلك قرب الزمن أو بعده، وقال الله تعالى “فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين” وقال تعالى “فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين” وقال عز وجل “قل للذين كفروا ستغلبون” وكما قال تعالى ” أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع و يولون الدبر” وهذه آيات أنزلها الله تعالي في كتابه قضى فيها أن الكفر لن يغلب الإسلام مهما كانت له من القوى ومهما ملك من العُدد و العَدد.

 

ولقد صدق الله تعالى وعده فنصر عبده وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، فمهما قامت حروب ومعارك بين المسلمين والكفار فإن الغالب هم المسلمون والهزيمة لاحقة بالكفار وعد صادق من الله تعالى، إن الكفر إن حارب فهو يحارب وهو خلو من الدين فراغ من أي غاية يصبو إليها إلا غاية يرى أن فيها منفعة له، وأما المؤمنون فهم يحاربون نصرة لدين الله تعالى فلهم الغلبة لأنهم موعودون من الله تعالى بنصر مبين على الكافرين المجرمين، وأما الكافرون فإنهم سينفقون ما لديهم من أموال ورجال في حروب طاحنة مع المسلمين ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون على أيدي المسلمين، وإن إنتصر الكفار على المسلمين فهو نصر مؤقت لا يدوم وهيهات له أن يدوم والله قد كتب الغلبة لدينه ورسله وأوليائه الصالحين، والله تعالى لا يؤيد بنصره أُمة قامت على كفر به وصد عن سبيله.

 

لقد حرّم الله تعالي الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما، والظلم شيمة من إبتلاه الله بالكبر والغطرسة وليس من شيم من إتصف بالمكارم العلية والصفات الرفيعة، ولهذا جاء ذمه في الكتاب والسنة وإتفقت كلمة العقلاء من المسلمين بل من غيرهم على انتقاصه وتحقيره، ومن هذا شأنه كان حريّا بأن يناله من الله عقاب لتقرّ عين المظلوم بنكاية الله تعالى بالظالم ونكاله به، فجعل الله دعوة المظلوم تسلك طريقها في السماء، فلا يحجبها أحد و لا يردها رادّ، وتكفل الله عز وجل بأنه سينصرها و لو بعد حين ووعد الله حق، والله لا يخلف الميعاد، فإلى كل مظلوم هذه البشارة العظمى والمسرّة الكبرى إن نصر الله تعالى لك قريب ممن ظلمك وأخذ حقك، هذا كله في عموم الناس المسلم و الكافر، فكيف إذا كان المظلوم أمة مسلمة لله تعالى، والظالم لها كافر لا يؤمن بالله ربا. 

 

ولا بمحمد نبيا ولا بالإسلام دينا، لا شك وأقول إن الأمر غاية في اليقين أن نصر الله تعالى قريب جدا، وهذه ساعة من أهم ساعات الانتصار والغلبة أن يتمكن العدو من المسلمين ويتحزبون عليهم من كل جانب من فوقهم ومن تحتهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، وقال الله عز وجل ” أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير” فما على المؤمنين حال تلك الساعة إلا الجأر بالدعاء والإبتهال والتضرع بين يدي الله تعالى أن يعجّل بنصرهم وأن يخذل عدوهم و يحل عليهم غضبه وسخطه، وموعود الله تعالي قريب للمظلوم والويل للظالم من عقاب الله تعالى.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار