المقالات

يشار إليه بالبنان في الدنيا

جريدة موطني

يشار إليه بالبنان في الدنيا
بقلم / محمـــد الدكـــروري

يشار إليه بالبنان في الدنيا

الحمد لله تفرد بالبقاء والعظمة والكبرياء وسع خلقه رحمة وحلما، وأحاطهم معرفة وعلما وأشهد ألا إله إلا الله كاشف الكرب ومزيل الهم ومثبت الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة بالقول الثابت، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أنذر وبشر ونصح وجاهد حتى ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إن من أعظم العبادات وأجل الطاعات وأفضل القربات التي يجدر بالمسلم أن يكون في عداد أهلها، والمكثرين منها، وتلازمه ويستمر عليها إلى ساعة إنقضاء أجله وختام حياته الدنيا هو طلب العلم، وطلب علم الشريعة، العلم المبني على قال الله، وقال رسوله صلي الله عليه وسلم وقال الصحابة، والتفقه فيه، ودراسته وتذاكره، وقد صح عن الإمام الزهر ي رحمه الله أنه قال

” ما عبد الله بمثل الفقه ” وأعظم من هذا القول، وأطيب لقلب المؤمن، وأشحذ لنفسه، وأرفع لهمته، قول نبينا صلى الله عليه وسلم الصحيح ” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ” ولما أدرك السلف الماضون، والملأُ الأولون، والرجال الأقدمون هذا الفضل للعلم، وهذه المنزلة، وعظم الأجر والثواب فيه، سمعت وقرأت عن كثرة العلماء، وتزايد وتضاعف أعداد طلاب العلم في كل بلد، ومن كل شعب وقبيلة، ومن عرب وعجم، وبادية وحاضرة، وذكور وإناث، ومسنين وكهول وشباب وصغار، ولما ضعف هذا الإدراك عندنا، ومن أهل زماننا، وفي عامة بيئاتنا، رأيت الرجل يحصل على أعلى الشهادات العلمية في أمور الدنيا، ويتبوأ رفيع المراتب، ويسود على الناس، ويشار إليه بالبنان، ويتعجب ويعجب بما وصل إليه.

إلا أنه في باب العلم بالدين والشريعة من أضعف الناس، يرجع فيه إلى طالب علم شرعي صغير فيسأله في عقيدته، وفي أحكام عبادته، وفي أحكام معاملاته، مع أن الله تعالى لم يخلقه الله إلا لأجل عبادته، كما قال تعالي ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوه ” ولا تعرف عبادته سبحانه على الوجه المقبول الذي يحصل به الإجزاء والصحة، وينال به الثواب الكثير إلا عن طريق طلب العلم الشرعي، والتفقه فيه، ودراسته، ومطلوب منه ومن كل أحد مسلم أن يتعلم من العلم ما يقيم به ما يجب عليه من أمور دينه، فاتقوا الله عباد الله قبل أن ينتهى كل شيء ويجيء الوعد الحق لتنسل به الروح من الجسد، وتقلع منه حثيثا، ومن أصدق الله حديثا، ويالها من مفاجأة يباغت فيها الإنسان فيأخذ على غرة، تعددت أسبابها وتلونت أشكالها.

وإختلفت أعمارها وتنقلت أوقاتها، لا تميز بين الطفل والشاب والشيخ، كل له له أجله المكتوب وعمره المحسوب، عند رب رحيم حليم، غير أنها الغفلة التي تقتل القلوب عن هذه الساعة المملوءة بالفاجعة المقرونة بالبكاء والصراخ، الممزوجة بالدموع، المتلونة بالحسرة واللوعة علي كل مولود كبير أو صغير، واعلموا رعاكم الله أن من علامات الساعة الصغرى كثرة موت الفجأة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة ” رواه الطبراني، وإن المتابع لأخبار الزمان اليوم ليجد عجبا عجابا من كثرة ما يقع من موت الفجأة وهو ما يسمى اليوم بالسكتة القلبية، ومع هذه الكثرة إلا أن جملة منا في عفلة وكأن ما أتى غيرنا لا يأتينا ولا يقرب من دارنا.

يشار إليه بالبنان في الدنيا

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار