«(§)»ثقافة تعظيم شعائر الله«(§)»
تحقيق : د/علوى القاضى.
… كل عام وحضراتكم بخير
… الإعلام هو مرآة الأمة وهو يعكس ثقافتها بوسائله المختلفه سواء مرئية أومسموعة أومقروءة
… وهو يشكل ويحدد وجدان وثقافة المسلمين سواء بالسلب أوالايجاب
… لذلك يستغل الغرب الإعلام العربى والإسلامى بالتعاون مع أذنابه وعملاءه فى المجتمعات الإسلامية والعربية فى التشويش على كل ماهو فى ظاهره إسلامى وكل مايربط الإنسان العربى المسلم بدينه عقيدة وشعائر وفكرا وسلوكا
… لذلك نري أن أجهزة التليفزيون والإذاعة والسينما والمجلات والجرائد تتسابق فى شهر رمضان على سرقة الإنسان من نفسه وهذا يشكل خطورة على عقيدة المسلم ومنهجه
… وذلك للسيطرة وجذب حواسه ليجلس متسمرا دون حراك أمام التليفزيون أوالراديو أوالسينما أوالنت مخدر الأعصاب تماما
… وينتهي يومه وليلته وهو في حالة إعياء وخواء ذهنى ونفسى وفراغ وتوتر داخلي مجهول السبب ، وحزن دفين لما استقر فى عقله الباطن من تشويش للفكر والإنفعال
… و هو بذلك لم يعش حياته بالفعل ، وأن حقه فى الحياة سلب منه ، وأنه سلب من نفسه ، وأخرج عنوة من واقعه وألقي به في مغامرات عجيبة وكم من المشاكل جراء الجرعة الزائدة من الإعلام الممنهج المدروس بعناية لتدمير المجتمع المسلم
… ويمر اليوم تلو اليوم حتى ينتهى شهر العبادة
… وتظل هذه الأجهزة تقوم بما يشبه الإدمان للمتفرجين و تغرقهم في نشوات مفتعلة إلى درجة الإرهاق والتعب ، ثم تلقي بهم إلى الفراش آخر الليل منهوكي الأحاسيس ومستهلكوا العواطف ، لايدري الواحد منهم ماذا فعل وماهو المطلوب منه ، لأنه يشعر بأنه مسلوب الإرادة ومجوف الفكر تماما ، و أنه لايعيش أبدا ، و أنه لايقول مايريد أن يقوله ، ولايسمع مايريد ان يسمعه ، وإنما هو يربط في ساقية إعلامية تظل تدور به دورانا محموما حتى يغيب عن وعيه وينسى ماكان يفكر فيه ، وماكان يريد أن يفعله ، وماكان يريد أن يسمعه ، وماكان يملأ منه القلب والعقل ، ويتحول إلى حيوان أعجم يتحرك بغريزته ومقيد العقل والإحساس إلى هذه الأجهزة الغريبة التي يرتبط بها نفسيا وفكريا وعضويا
… وهذه الظاهرة عالمية ، بل هي من سمات هذا العصر الذي تحولت فيه أجهزة الإعلام إلى أدوات للقتل الفكري والسلوكى الجماعي وبالذات فى المجتمعات الاسلامية
… وهو نوع من القتل الجميل الناعم تخنق فيه العقول عن التفكر فى الله ، وتخنق النطق عن ذكر الله والنظر بعبرة فى خلق الله وعن الآخرة والجنة
… وكلما زاد دعاة الحق من توعية الناس وزادت مقاومة المتفرج لهذا المخدر زاد المخرجون من المساحة العارية المسموح بها من الإسفاف
… والأكثر من ذلك التفاني فى نشر المواقع الإباحية لتهييج الغرائز وللضغط أكثر وأكثر على أعصاب الناس
… وهى دائما تؤدى إلى نتائج مؤسفة في جماهير الشباب التي قضي عليها بأن تعيش أسيرة عنكبوت الإعلام ، والإذاعة والتلفاز والسينما والجرائد والنت فهى سجن ذو قضبان جميلة
… ماالإعلام إلامخدرات تدخل كل بيت من تحت عقب الباب ، وتقتحم على كل واحد غرفته
… تلك هي وسائل الإعلام التي تكاتفت فيما بينها ( بعقد غير مكتوب ) على أن تقتل الناس بقتل وقتهم ، وتميتهم بالضحك والإثارة تحت مسمى التسلية
… و تحت شعار قتل الوقت تقتل الإنسان ، ووقته وعمره ، وماالإنسان إلافسحة زمنية عابرة إذا قتلت لم يبقى منه أي شيء
… ومسؤوليتنا جميعا كل فى موقعه أن نبدأ معركة الوعى ونقاوم هذا السفه والإنحطاط في محاولة شريفة لإحياء وقت الناس بتثقيفهم وتعليمهم والبحث عن الحق ، لاعن التسلية ، وإعادة كل واحد إلى نفسه وقد إزداد ثراءا ووعيا لإعادة ماسلب من نفسه وماسرق من حياته
… وعلى المسؤولين عن وسائل الإعلام أن يتقوا الله وأن ينقوا الإعلام من الخبث وأن يتحول من أفيون إلى منبه يفتح العيون والأحاسيس على حقيقة الحياة
… ويدعوا كل قارئ إلى حرية التعبير عن الرأي ويدعوا كل عقل معطل إلى التمكن والفكر السليم
… إن حضارة الإنسان وتاريخه ومستقبله رهن كلمة صادقة وصحيفة صادقة وشعار صادق
… فبالحق نعيش ، وليس بالخبز وحده
… يجب علينا أن نقول الحق وأن نقول الجد وأن نقول المفيد والنافع والصحيح
… و أن نحيي وقت القارئ لاأن نقتل وقته
… فالوقت قصير والواجبات أكبر من الاوقات
… تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
… تحياتى …