آخر خسائري
وأنا أبالغ بالتناسي
كي لا أراك بكلِّ وقتٍ
في الوجوه العابرة .
إنَّ التناسي ليس سوى
تحرُّشٌ بالذاكرة .
نبشٌ من الأعماق
كي تبقين أمامي باسمة حاضرة .
في كلِّ سعيٍ نحو اللقاء
هناك حلمٌ
وهناك تاريخٌ طويلٌ من حنين
من شموعٍ ودموعٍ حائرة .
كأن كل محاولاتي
منكِ ، فيكِ وإليكِ
تأخذني لنفس الدائرة .
ومشاعري ، هل تعرفين معذباً مثلي
أضاع مشاعره ؟
لست أدري .
إن كنتُ سأتركُ أثراً لتتعقبيني ،
أم أنَّ رياح النسيان
ستمحوا كلَّ آثاري ؟
أم أنني في عمايا
أقرؤ ملياً ما يكتبه صمتك ؟
أم أن يداي المبتورتان
تدونان فيك أجمل أشعاري ؟
أم أنني هرمتُ
وطفلُ الوقتِ كفَّ عن مضايقتي
وأن الطيور التي هاجرت
رمَت عن جنحها كلَّ أخباري ؟
أم أن الليالي قد أشرقت
واللعنات تمادت في قطف ثماري ؟.
لا تحجبي ناري بأفكارٍ أهدابها مزيفة
ولا تداري ظلمك
واتركي بساتيني وأشجاري
فأعذارك واهية ، وانتصاراتك مزعومة .
لن تستطيعي اطفاء أنواري .
في كلِّ مرَّةٍ تلقين بي
لأقتات من صبر وحدتي
وتزيلين عني صوتي وصمتي
وأخسرُ….
لكنك لستِ آخر خسائري
أنور مغنية 26 07 2023