الرئيسيةأخبار العالمأبرز عوامل تشتيت الإنتباه
أخبار العالماقتصادمقالات

أبرز عوامل تشتيت الإنتباه

أبرز عوامل تشتيت الإنتباه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد لقد أمرنا الله عز وجل بالتقوى وقد قال شيخ الإسلام ابن كثير رحمه الله وأصل التقوى هو التوقي مما يكره، لأن أصلها وقوى من الوقاية، وحقيقة التقوى هو فعل المأمورات وإجتناب المنهيات، وقال طلق بن حبيب إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا يا أبا علي وما التقوى؟ قال أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله، وقد ذكرت المصادر الكثير عن الشبكة العنكبوتية الإنترنت، وعن إدمان الشباب والفتيات وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة، وتشكل ظاهرة إدمان وسائل التواصل الإجتماعي.

تحديا سلوكيا يتطلب إستجابة منهجية قائمة على الأدلة، ويمكن تبني مجموعة من الإستراتيجيات العملية التي تسهم في إستعادة السيطرة على السلوك الرقمي وتقليل الإعتماد على هذه المنصات، وتشير الأبحاث في علم النفس المعرفي إلى أن التنبيهات المستمرة من التطبيقات تعد من أبرز عوامل تشتيت الإنتباه، وينصح بإيقاف جميع الإشعارات غير الضرورية، بإستثناء الضرورية منها، وهذا الإجراء يساعد على تقليل عدد المرات التي يلتقط فيها المستخدم هاتفه بشكل لا إرادي، ما يعزز من القدرة على التركيز، ويقلل من الجهد المعرفي اللازم للعودة إلى المهام الأساسية، وتعد التقنيات التي تعزز الوعي الذاتي فعالة في كسر الأنماط السلوكية الإدمانية، ويمكن للمستخدمين تطبيق قاعدة الخمس ثوان، والتي تتضمن العد التنازلي قبل الإستجابة لدافع إستخدام الهاتف.

وهذه اللحظة من الوعي تعطي الفرد فرصة لتقييم الحاجة الحقيقية لإستخدام التطبيق، ما يضعف الإستجابة الشرطية المرتبطة بالإدمان، وكما يعد تحديد الحدود الزمنية للإستخدام اليومي خطوة محورية، ويمكن إستخدام تطبيقات المراقبة الرقمية المدمجة في أنظمة التشغيل لتحديد أوقات محددة للإستخدام، أو لحظر التطبيقات تلقائيا عند تجاوز الحد المسموح به، وهذه الإجراءات تحول الإستخدام من سلوك غير واعي إلى قرار واعي ومتحكم فيه، وكما تعد الإستراتيجية الأكثر فعالية للحد من الإدمان هي إستبدال السلوك الإدماني بأنشطة بديلة منتجة وواقعية، وينصح بتخصيص الوقت الذي كان يقضى على وسائل التواصل الإجتماعي في ممارسة الهوايات، والأنشطة الرياضية، وتطوير المهارات، وكما أن الإنخراط في التفاعلات الإجتماعية وجها لوجه.

يعزز من جودة العلاقات الحقيقية، ويقلل من الشعور بالوحدة، ويقلل من الدافع للجوء إلى العالم الإفتراضي، وكما يتم تصميم واجهات المستخدم لزيادة تفاعل المستخدمين، حيث يمكن مواجهة هذا التأثير من خلال تعديلات بسيطة على الهاتف، وعلى سبيل المثال، يساعد تفعيل وضع الشاشة بالأبيض والأسود على جعل المحتوى أقل جاذبية، كما أن إخفاء أيقونات التطبيقات في مجلدات فرعية أو في صفحات متأخرة يقلل من سهولة الوصول إليها، ما يعطي المستخدم فرصة لإعادة التفكير قبل الإستخدام، وفي ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسات حول ظاهرة إدمان وسائل التواصل الإجتماعي وآثارها النفسية والسلوكية، يمكن تقديم توصيات على المستوى الفردي، وهو الإلتزام بتحديد حقب زمنية محددة يوميا لإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي.

مع الإستعانة بتطبيقات أو أدوات تقنية تساعد على مراقبة وضبط مدة الإستخدام، والإنخراط في أنشطة بديلة ذات قيمة مضافة مثل ممارسة الرياضة، والقراءة، وتطوير المهارات الشخصية، بما يسهم في الحد من الإنشغال المفرط بالعالم الإفتراضي، وكذلك إيقاف الإشعارات غير الضرورية، وتقليل عدد التطبيقات النشطة على الهاتف بهدف الحد من المشتتات وتحسين التركيز، وعلى المستوى الأسري والمجتمعي، وتعزيز ثقافة الوعي الرقمي من خلال حملات توعوية موجهة لفئات مختلفة، خاصة المراهقين والشباب، تركز على مخاطر الإدمان الرقمي وأساليب التعامل معه، وتشجيع الأسر على تخصيص أوقات يومية أو أسبوعية خالية من الأجهزة الإلكترونية لتعزيز التّفاعل الواقعي وتقوية الروابط الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *