اتذكرين تلك الربى وعلى ضفاف الهضاب المحاذية لقريتناالصغيره ؟اتذكرين شجارنا على سفح ذاك الجبل ؟كيف لا وحينها تقاسمناملامح الضجرواخفينا مشاعرالقرب وصنعنا من أتفه الأسباب وقودا للخصام..افترقنا نعم !لكننا بقينا معا ؟نعزف ألحان الحنين باوتارالشجن .. كيف ننسى ؟قمةالنشوةعندهطول المطر!! عندما جاءت الأمنيات كنا معاً وعندما ضاعت بقيت وحيداً، تذكرين تلك الخطى التي مشيناها سوياً، تلك الأصابع التي تشابكت في المسافات، لم تكن تعني أننا نمشي معاً، بل تعني أننا ربطنا الحياة والمصير، عهود لا تكتبها أقلام ولا تعرف الورق، لا حبر لها ولا افق، لا يعرفها إلا من عاشها، واظن أني عشتها وحدي.
حين تصبح الذكريات مجرد ماضيٍ، تفقد قيمتها وتتخلى عن كل معانيها الجميلة، المعاني التي تجعلنا نشتاق، وتزرع اللهفة في نفوسنا والأمل، وتبني معنا الغد، الاحلام الصغيرة والأماني، تلك الزاوية التي كنا سنضع فيها الزهور، وتلك التي ستحوي البوم الذكريات، وعلى الرفوف ستكون ملابسنا منسجمة ومتناغمة.
لم تعد احلامنا صغيرة ولا كبيرة، لم نعد نحلم، تلك الزهور ذبلت وتعفنت، والبوم الذكريات تخلى عن الصور، وجدت احداها على الأرض، التقطتها فشعرت بالسم يسري في العروق، تذكرتك حينها مع الألم وهو يمزقني، كادت اصابعي أن تيبس لكني تمكنت من أن امزق اخر صورة تجمعنا، حينها فقط، شعرت أن سم الذكريات قد تلاشى، أقول ربما ان.الاوان ، أن نكنس الماضي معاً، فما دمرناه خلف الكثير من الشظايا التي تمزقنا كلما دسنا على الذكريات.