اخبار عربية

أثر التقوي في حياة المسلم

أثر التقوي في حياة المسلم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

أثر التقوي في حياة المسلم

الحمد لله رب العالمين مصرف الأمور، ومقدر المقدور “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ” أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، أما بعد إن التقوى من أهم الصفات التي يحرص الإسلام على تحلي المسلمين بها، لما لها من أثر عظيم على حياة المسلم في الدنيا، ولما يناله بسبها من خيرات الآخرة وكرامتها، لذلك كان المقصد الأعظم والهدف الأسمى من كل التشريعات هو الوصول بالمسلم لمنزلة المتقين، ونحن حين ننظر فيما أمر الله تعالى به أو نهى عنه. 

 

سواء من ذلك ما كان متعلقا بالقلب أو بالجوارح، نجد النصوص الواردة فيها كلها تؤكد على تلك الحقيقة والتقوى حالة قلبية ومنزلة إيمانية رفيعة ومرتقى عال لا ينال إلا بالمجاهدة والمصابرة، فهي تطبع صاحبها بطابع الخشية لله في السر والعلن، كما تحمله على المراقبة الدائمة لأقواله وأفعاله ومقاصده وتتعاهد قلبه حتى لا يعكر صفو إيمانه شيء مما يدخل به الشيطان على النفوس، فلا يكاد يدخل الشيطان عليه شيئا من باطله إلا إنتبه له، فالتقوى تجعل للمسلم حاسة قوية يدرك بها كيد الشيطان، فإذا مر به الخاطر الشيطاني فإن تقواه تعصمه منه حتى يصير مستبصرا مستيقظا وعارفا بمداخله وضلالاته كما قال الله تعالى في سورة الأعراف ” إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون” فتجعل التقوى من داخل المسلم على نفسه حسيبا رقيبا، يمسك بزمامها ويقهرها قهرا على فعل الطيبات وترك المنكرات. 

 

حتى تلين ويسلس قيادها له، فلا تعد تأمره إلا بخير ولا تدله إلا على خير، وتلتصق التقوى به التصاقا حتى تصير له بمنزلة اللباس الذي لا يفارقه، حيث قال تعالى كما جاء في سورة الأعراف أيضا ” يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوي ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون” فكما كان اللباس زينة الظاهر فإن التقوى زينة الباطن ولا تكمل الزينة إلا بوجود الزينتين، وإن من ثمرات تقوى الله عز وجل وآثارها في جانب الفرد هو محبة الله تعالي، حيث يقول الله عز وجل “إن الله يحب المتقين” ومعية الله سبحانه وتعالي حيث يقول الله عز وجل “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون” والإنتفاع بالقرآن حيث يقول الله عز وجل ” ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين” والحفظ من الشيطان ووساوسه حيث يقول الله عز وجل “إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون” 

 

وإنتفاء الخوف والحزن حيث يقول الله عز وجل “فمن إتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون” وأيضا قبول العمل حيث يقول الله عز وجل “إنما يتقبل الله من المتقين” وأيضا اليسر بعد العسر والمخرج بعد الضيق حيث يقول الله عز وجل “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ” وقوله تعالى “ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا” وكذلك الفراسة والحكمة والنور حيث يقول الله عز وجل ” يا أيها الذين آمنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا” وأيضا دخول الجنة ” وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين” وكذلك النجاة من النار حيث يقول الله عز وجل “ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا” وكذلك حسن العاقبة والمآب حيث يقول الله عز وجل “والعاقبة للمتقين “وإن للمتقين لحسن مآب ” والأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين” وأيضا المنزلة العالية يوم القيامة حيث يقول الله عز وجل “والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة “

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار