الرئيسيةمنوعاتأحزاب على ورق … ومواطن فى ثبات عميق !!!
منوعات

أحزاب على ورق … ومواطن فى ثبات عميق !!!

أحزاب على ورق … ومواطن فى ثبات عميق !!!
كتب : وائل عباس

بالأمس القريب كنا نعاصر حياة حزبية بطلها الأوحد وسيد القصر فيها هو ” الحزب الوطني ” المنحل ؛ وكنا نتمنى زواله أو أنحلاله ؛ أو على الأقل أن يشاركه البطولة فيها ولو أحزاب ثانوية تعكس ديمقراطية زائفة ؛ وكان الحزب الوطني يضم ذيول السلطة ومحاسيب آل ” مبارك ” ومنتفعيهم والذين عاسوا فى الأرض فسادا ؛ ف مرة يعقدوا صفقة مع الإخوان ويمنحوهم نسبة من مقاعد البرلمان حتى يضمنوا الأستمرارية للنظام ويحشدوا التأييد لمبارك الأب ونجله من بعده ؛ ومرة أخرى يتغاشم رجال الحزب الوطني ويستحوذوا على الأغلبية المطلقة بمنتهى الغباء السياسي واللاوعى المجتمعى ؛ والذى كان أحد أسباب قيام الثورة وخلع ” مبارك ” ؛ وكانت أحدى أمنيات الشعب المصري وتطلعاته هى قيام حياة حزبية حقيقة لا مجاملة ولا محسوبية فيها ؛ ولكن هيهات ثم هيهات

وما أشبه الليلة بالبارحة ؛ مات الحزب الوطني وترك أثرا غائرا وبصمة وراثية تحمل نفس چينات الماضى ؛ ثلاث أحزاب بنفس البصمة ونفس الصفات بل وازدادوا واحدا ليصبحوا أربع أحزاب ليس لهم أى علاقة لا بالوطن ولا بشعبه ؛ أحزاب تضم رجال أعمال لا سابقة وطنية ولا خلفية سياسية لهم إلا ما رحم ربى .

واستكمالا للدراما السياسية الزائفة وفي مشهد يعيد إنتاج كوارث الماضي ، تعج الساحة المصرية اليوم بعشرات الأحزاب التي لا يعرفها الشارع ، ولا يسمع عنها المواطن إلا وقت الانتخابات أو عند توزيع المناصب والمكاسب. أحزاب تحولت إلى مقرات مكيفة لرجال الأعمال وأصحاب المصالح، لا تحمل من السياسة إلا اسمها، ولا من الوطنية إلا شعاراتها المعلبة؛ نفس العزلة عن الناس ونفس الخطاب الفوقى الذى لا يصل إلى المواطن البسيط ؛ رجال أعمال يبحثون عن نفوذ سياسى أكثر من بحثهم عن مشروع وطنى أو رؤية تنموية .

إنها نسخة باهتة من الحزب الوطني المنحل ، نفس الوجوه المنتفعة نفس الغرف المغلقة ، نفس الإنفصال التام عن الشارع ، وكأن التاريخ لم يسقط نظامًا كاملًا بسبب هذه المسرحية الرديئة ؛ لكنّ الفارق الوحيد أن الحزب الوطني كان يملك قاعدة وأدوات سلطة ؛ أما هذه “الأحزاب الورقية” فلا تملك إلا بيانات صحفية باردة ومكاتب فاخرة خاوية إلا من صور القادة على الجدران .

المفارقة أن هذه الكيانات لا تعرف معنى المعارضة ، ولا تستطيع حتى مجاراة هموم المواطن ، فهي مشغولة بالصفقات بالظهور الإعلامي ، وبالتقرب من دوائر النفوذ .
أي تمثيل هذا؟ وأي سياسة هذه ؟ إنها مجرد ديكور سياسي لتجميل المشهد، بينما الواقع يصرخ بأن المصريين بلا صوت حقيقي ، وبلا حزب ينطق بلسانهم .

والسؤال الذي يفرض نفسه: إلى متى ستبقى هذه الدكاكين السياسية عبئًا على الحياة العامة؟ وإلى متى نظل نكرر تجربة الحزب الوطني المنهار ؛ وكأننا لم نتعلم من سقوطه المدوي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *