أسباب اختلاف المسلمين
السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد مصر ٠
عزيزي القارىء الكريم ٠٠
في البداية نطوف حول الاختلاف و الافتراق و التنازع في حياة المجتمع الإسلامي، و الاختلاف له أنواع و أسباب عدة و هذا ما سنتعرص له مجملا في السطور التالية ٠٠
اختلف المسلمين إلى مذاهب في الاعتقاد و السياسة و الفقه
و الاختلافات لم تتناول لُب الدين وجوهره و أصوله و لم يكن الخلاف في وحدانية الله تعالى و شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لا القرآن نزل من عند الله تعالى العلي القدير و إنه معجزة النبي الكبرى و لا في إنه يروى بطريق متواتر نقلته الأجيال ٠
و لا في اصول الفرائض الخمس المعلومة الصلوات الخمس و الزكاة و الحج و الصوم ، و لا في طريق أداء هذه التكليفات ٠٠
أي الخلاف لم يكن في ركن من أركان الإسلام و لا في أمر علم من الدين بالضرورة كتحريم الخمر و الخنزير و أكل الميتة و القواعد العامة للميراث ٠٠
و إنما الاختلاف في أمور لا تمس الأركان و لا الأصول العامة ٠
الأمر الثاني :
الاختلاف طبعا شر ، و الاختلاف حول بعض العقائد و حول السياسة ٠٠
و قد في الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري عن زينب بنت جحش رضي الله عنها إنها قالت :
استيقظ النبي صلى الله عليه و سلم محمرا وجه يقول :
” لا إله إلا الله ، و يل للعرب من شر قد اقترب ” و يشير النبي صلى الله عليه و سلم إلى ما يجري بين المسلمين من خلاف بعده ٠
وقد اختلفت اليهود و النصارى إلى فرق و ستفترق أمتي أيضا ٠
فإذا كان الاختلاف حول العقائد شر ، فالاختلاف الفقهي في غير ما جاء به الكتاب و السنة و ما يستنبط منهما من أقيسة لم يكن افتراقا بل خلافا في النظر ٠
و كان كل فقيه يستعين بأحسن ما وصل إليه فقيه أخر ، و يوافقه أو يخالفه ٠
و كان عمر بن عبد العزيز يسره اختلاف الصحابة في الفروع ، و يقول :
” ما أحب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يختلفون ، لأنه لو كان قولا واحدا لكان أضيق على الناس ، و انهم أئمة يقتدى بهم ، فلو أخذ رجل بقول أحدهم لكان سنة ” ٠
* و سبب اختلاف المسلمين :
بعد النبي صلى الله عليه و سلم و قد تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، و ترك فيهم ما أن أخذو به لن يضلوا أبدا فقد ترك فيه كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ٠
فالأسباب كثيرة :
– أسباب لم تفرق الأمة و لم تجعل بأسها بينهم شديدا ٠
– و اختلاف قد فرق الأمة و أذهب وحدتها و هو الاختلاف في السياسة و شؤون الحكم ٠
و منه :
– العصبية العربية و هذا معلوم ٠
– و التنازع على الخلافة من الأسباب الجوهرية التي أحدثت الخلاف السياسي ٠٠
و ذلك من من ظهر أن يكون أولى بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ٠
أنصار و مهاجرين ، ثم يكون من قريش جمعاء ، أو أولاد الإمام علي بن أبي طالب خاصة أم يكون من المسلمين جميعا بالتقوى ٠
و تم تقسيم المجتمع خوارج و شيعة و جماعات أخر ٠٠
– و سبب دخول الكثير في الإسلام مثل أهل الديانات القديمة يهود نصارى مجوس و كل هؤلاء في رؤوسهم أفكارهم الدينية الباقية و مشاعرهم و حدث من خلال ثقافتهم الكلام في الجبر و الاختيار و صفات الله هي شيء غير الذات أم هي و الذات شيء واحد و هكذا ٠٠
و بدا فكر التقرب و المظلومية و الخصومة بين الطوائف الأٌخرى ٠٠٠
و الغلو في الفلسفة و المسائل الغامضة و القصص و ورود المتشابه في القرآن الكريم و استباط الأحكام الشرعية بالنظر و الفحص ، و مدى الخلاف بين المسلمين ( عملي و علمي ) ٠
والخلاف بين الإمام علي ، و بين الأمويين و بين من لهم حق اختيار الخليفة في سائر البقاع و نشوب الحرب و بعد العصر الأموي قيام الدولة العباسية ٠
و التفاعل بين المذاهب السياسية و الحوادث و آثارها على المجتمع الإسلامي منذ الخلاف العملي و تفاعله مع الخلاف النظري حول بعض الأمور التي تتصل بالعقيدة و تعطيل التفكير و الوقوع في الفتن و اتهام الناس بالزندقة و الأسباب تتعلق في مجملها بالسياسة و الحكم ٠
و كثرت الطوائف و الفرق التي تشعبت و تمخض عنها المذاهب الإسلامية الثلاثة :
– مذاهب سياسية شدة الاختلاف مظهر عملي ٠
– و مذاهب اعتقادية خلاف نظري في أكثر الأحيان ٠
– مذاهب فقهية كانت خير و بركة ٠
و نتيجة هذه الأنواع الثلاثة هو ما سنتعرف عليها واحد واحد في حلقات لاحقة إن شاء الله ٠
و على الله قصد السبيل ٠
أسباب اختلاف المسلمين