أعيش على دمائك
بقلمي أنور مغنية
أنت والدنيا وقلبي ، أقارب .
الشوق والمنى
وقسوة الأيام ، أقارب .
وحدي لملمتُ أحزاني ،
وحدي في هذا الظلام، أحارب.
أقاتلُ العتمَ ، أقاتلُ الأرضَ والسماءَ ،
أقاتلُ الغاباتَ والبحار
ولا أملكُ قارب.
أمدُّ يدي نحو الليالي
واساهرُ الدنيا بلظاها وأبقى
على روحي ونفسي غاضب.
فافردي ذراعيك وخذي القلبَ ،
لقد استسلمت
ولم يعد بي قدرة لأحارب .
أقعدُ منفرداً على شوقي
وأستدعي الذكرى تسامرني
فتأخذني إلى دنيا العجائب.
بنيت بيتك في صدري
فأنت رفيقتي وحبيبتي
موتك موتي وجراحي جراحك .
ما زلتُ أراك في كل الوجوه سيدتي
ما أكبر عذابي لموت أفراحك !!
أراك مفتاح هذا الزمان ،
أيا سيدتي هل تذكرتِ نيراني ؟
هل تذكرتِ جراح العصافير ،
حين نزَفَت دمائي ودماءك؟
هل نسيتِ وجه الصبح وزهر الليمون
ويمامة تهدلُ باسم الله في السماوات،
أم نسيتِ سيدتي ؟
وأقمتِ للحزنِ مناسك؟
هل وطأة العمر أهلكتكِ؟
وتركتني في الأرضِ
جثَّةً في عالمٍ هالك ؟
أنا مخلوقٌ وقفَ بوجه الدنيا مستقتلاً
لا حزب عندي ولا قبيلة،
لكنني أعيشُ على ما يسري
في شرياني من دمائك.
أنور مغنية 25 12 2022