المقالات

أفصح الخلق وأعذبهم كلاما 

أفصح الخلق وأعذبهم كلاما 

أفصح الخلق وأعذبهم كلاما 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 1 يناير 2025

أفصح الخلق وأعذبهم كلاما

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد لقد كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق، وأعذبهم كلاما، وكان يتكلم بجوامع الكلم، وكان يختار في خطابه أحسن الألفاظ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” بعثت بجوامع الكلم” رواه البخاري ومسلم، أي يجمع الله له المعاني الكثيرة باللفظ القليل، وما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم حربا قط إذ كان حريصا ألا يراق دم إنسان فهو نبي الرحمة ولقد كان عظيما في رحمته بالناس عظيما في استعداده للحرب. 

 

عظيما في خططه عظيما في تحقيق النصر وإستثماره، ولقد غزى بنفسه خمسا وعشرين غزوة من أهمها الغزوات العشر الكبرى، وهم غزوة بدر الكبرى، وغزوة أحد، وغزوة الخندق، وغزوة بني قريظة، وصلح الحديبية، غزوة خيبر، غزوة مؤتة، وفتح مكة، وغزوة حنين والطائف، وغزوة تبوك، وأما سراياه فكانت ستا وخمسين سرية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينزع يده ممن يصافحه حتى ينزعها الذي يسلم عليه، ويزور الضعفاء والفقراء من المسلمين، ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم، ولما هابته الرجال فارتعدوا أمامه هَوَّن عليهم، وسكن من روعهم، وأزال ما في قلوبهم، وروى أبو مسعود البدري رضي الله عنه “أن رجلا كلم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فأخذته الرعدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم.

 

“هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد” رواه الحاكم، والقديد هو اللحم المجفف في الشمس، وفي المجامع الكبيرة التي قد تدفع النفس إلى نوع من الكبر والتميز على الناس، كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزداد فيها إلا تواضعا إلى تواضعه، وأعظم جمع حضره في حياته، وخطب الناس فيه كان يوم عرفة، وقد توجهت إليه جموع الحجيج، ومع ذلك برز للناس على ناقته بكل تواضع وذل لله عز وجل، ومواقف النصر والفتوح تستبد بالقادة والفاتحين، وتستولي على نفوسهم، فيكون فيها فخرهم وعلوهم، ولا يقدر على التواضع فيها إلا أقل الرجال، وما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم رغم كثرة فتوحاته وإنتصاراته، أنه تعالى أو إغتر بنصر، ولا إستبد به فتح، بل إزداد تواضعا إلى تواضعه.

 

ويوم الفتح الأكبر حين دخل مكة منصورا مؤزرا، دخلها وقد طأطأ رأسه تواضعا لله تعالى، حتى إن رأسه ليمس رحله من شدة طأطأته، ومع علو منزلته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة كان يقول ” لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله” رواه البخاري، والإطراء هو مجاوزة الحد في المدح، وهكذا كان تواضع الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم، ولا يملك من يقرأ سيرته ويطلع على أخلاقه إلا أن يمتلئ قلبه بمحبته، فالناس مفطورون على محبة المتواضعين وبغض المتكبرين، ونبينا الحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد الخلق، وخاتم الرسل، وأعلى الناس مكانة في الدنيا والآخرة، وهو أيضا صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعا لله تعالى، فحري أن يملك القلوب، وحري بأتباعه أن يكونوا من المتواضعين، إتباعا لهديه، وإقتداء بأخلاقه وتمسكا بسنته صلى الله عليه وسلم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار