ادب وثقافةالمقالات

أفكار بصوت مرتفع

أفكار بصوت مرتفع

زينب كاظم

أفكار بصوت مرتفع

سنتطرق في هذا المقال عن موضوع مثير للجدل ومهم ومستفز في ذات الوقت الا وهو التحرش وقد يعزي الناس التحرش الى اسباب كثيرة فمنهم من يقول ان سبب التحرش جسد المرأة الفاتن وقوامها المثير وهناك من يقول ملابس المرأة المغرية ومكياجها هو السبب الرئيس للتحرش والبعض يذهب ابعد ويقول ان سبب التحرش هو الحركات الايحائية التي تقوم بها المرأة تدعو المقابل للتحرش .

ان التحرش جريمة يندى لها جبين الانسانية لأن التحرش ليس منحصرا بالكلام فربما يتطور للمس او حتى الاغتصاب

وله اثار نفسية سيئة على الضحية قد تؤدي للانتحار وفي العوائل الجاهلة التي تدعي المثالية والشرف وتدعي انها عائلات محافظة قد تقتل الضحية عندما تكون تلك الضحية ابنة او اخت او غيرها .

ان كل الاسباب التي يدعيها الناس للتحرش التي ذكرتها في المقدمة غالبا تكون غير صحيحة اطلاقا والدليل على ذلك انه حتى الحيوانات لم تسلم من التحرش والقصد هنا اقصى درجات التحرش الا وهو الاغتصاب فحتى القطط والدجاج وغيرها اغتصبت بل والاكثر فظاعة الاغتصاب طال الاطفال الصغار ورغم كل القوانين الحديثة التى وضعت ضد هذه الظاهر الاليمة الا انه التحرش بات في تزايد مستمر بل وحتى في المواصلات والحدائق العامة نجد هناك حركات خادشة للحياء ومثيرة من قبل الشباب بل وحتى كبار السن .

والمحزن في موضوع التحرش انه حتى النساء يلقين اللوم على المرأة الضحية التي تم التحرش بها فهناك من تقول انها متبرجة وتستحق ما جرى لها وهناك من تقول لم تستر قوامها المغري وهي مسرورة لأنه تم التحرش بها اي ان الجميع بل وحتى النساء يلقين اللوم على المرأة التي تمت حادثة التحرش ضدها ،لذلك يستغل المتحرش كل تلك الافكار المجتمعية البالية لصالحه ويوحي له دماغه المريض ان يتجاوز حدوده ضد الفتيات والنساء ويتحرش بكل وقاحة لأنه واثق من ان المرأة لن تصرخ ولن تستنجد ولن تشكو خوفا من الفضيحة وخوفا من اهلها وخوفا من المجتمع الذكوري القاسي الذي يلقي كل اللوم على المرأة(من امن العقاب اساء الادب) .

وكل ما ذكرت ليس تبريرا للفتيات ان يلبسن ملابسا ضيقة او شفافة وان يضعن مساحيق التجميل بكميات مهولة رغم انهن ذاهبات لمكان عمل او مكان دراسة او ان يتحدثن باسلوب مغري وكلمات معسولة مع من هب ودب فالمرأة في الاسلام ملكة ووضع الله لها الحجاب لأنها ومفاتنها ثمينة ومقدسة وجعل جمال المرأة يكتمل بالحشمة والادب قال تعالى (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ).

ومع كل الاسف هناك كم كبير من الانحلال الاخلاقي وانتشار الانحراف والرذيلة وبيوت البغاء لكن كل ذلك لم يقلل من ظاهرة التحرش التي طالت كبيرات السن قبل الفتيات الصغيرات وذوات الجمال المحدود اكثر من الجميلات والمحجبات قبل السافرات والمتبرجات .

اما عن تجربتي الشخصية فأذكر مرة كنت طالبة جامعة وكانت هناك استاذة جامعية مقبولة الجمال ومحتشمة لكن غير محجبة اعطتنا محاضرة رائعة ووجهة نظر مذهلة فقالت انه له كانت السيدات مثلا قبل الاسلام مثل ملابسي هذه لكنهن لا يضعن قطعة قماش على رؤوسهن واصواتهن طبيعية ومعتدلة لما تجرأ احد على التحرش بهن ولما صار هناك اعتداء في مثل هذه الحالات ولما نزلت الاية الكريمة التالية قال تعالى (لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى )

اي ان النساء او الجاريات قبل الاسلام كن جميلات ويغسلن شعرهن برغوة اوراق بعض الاشجار ويرتدين ملابسا شفافة وضيقة جدا ويذهبن لملئ الماء ليلا فيصادفوهن الرجال السكارى الثملين او المتوحشين فيتحرشوا بهن بل ويغتصبوهن ايضا لذلك نزلت هذه الاية وايات اخرى عن حشمة النساء وسترهن .

أفكار بصوت مرتفع

ونحن في هذا المقال لانبرر للانحلال ولا للتحرش ولا للابتذال ولا للبس الفاضح بل نريد ان نسلط الضوء على نقاط لربما يغفلها البعض ،والتحرش يسبب مشاكل نفسية مستعصية للضحية لذلك يجب ان يحتضنه الاهل والمجتمع والطب وليس القاء اللوم عليه بل واحيانا قتله حتى وان كان طفلا غير واعي لما يحدث ولا يعرف سوى انه يتألم .

نصيحتنا في اخر المقال هي ان نعلم البنت اولا على ان الستر يزيد البنت جمالا وان نبني حولها حاجزا اخلاقيا يجنبها الوقوع بالخطأ وان نربي الولد على احترام الانثى والمرأة خصوصا وان نوعيه وان نلغي من داخله شعور الفوقية تجاه النساء او شعور انه يعيش في مجتمع ذكوري وكل ما يفعله ليس عيبا لمجرد انه رجل بل لنذكره دائما ان كل امرأةهي جزء من عائلة تحبها وتخاف عليها وتعتز بها لأنها قد تكون ام او ابنة او زوجة او حبيبة والا يتعلم ان يدمر حياة الناس وسمعتهم لمجرد انه رجل ، كذلك يجب ان نوعي الاطفال بأن يحافظوا على اجسادهم حسب مرحلتهم العمرية فمثلا يجب ان نوضح لهم انه هناك اماكن في الجسد محظور جدا على الغرباء لمسها والتقرب منها وان نوعيهم ان جسدهم ثمين ولا يجوز ان يلمسه احد .

نسأل الله الستر والهداية للجميع .

أفكار بصوت مرتفع

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار