
أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
محمد ابن الحنفية( رضوان الله عليه )
أن محمد ابن الحنفية أبن الأمام علي عليه السلام لكن للأسف نادرا ما نجد أحد من الناس يذكره لكن هنا سنتحدث عن شخصيته الفذة الشجاعة أذ أنه كان فقيها وعالما وكان راويا موثوقا للروايات فالكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والأمام علي عليه السلام وصلت لنا عن طريق محمد ابن الحنفية وإلى جانب علمه كان مقاتلا شجاعا و باسلا ومقداما وكان دوما في لهوات الحرب أمام والده و قد قرأنا رواية رائعة في كتاب شرح نهج البلاغة تقول (سأل محمد ابن الحنفية من شخص أراد أن يلعب لعبة منكرة وخطرة لماذا كان أبوك يزج بك في المعارك بينما كان يضن بالحسن والحسين )أي لماذا كان الأمام علي عليه السلام كان يقدمك بالمعارك بينما كان يحرص على الحسن والحسين عليهما السلام فرد محمد ابن الحنفية على الفور أنهما عينا والدي وأنا يده والمرء يدفع عن عينيه بيده .
أن شخصية محمد أبن امير المؤمنين علي عليه السلام الملقب بأبن الحنفية على اسم أمه تمييزا له عن أخويه الحسن والحسين عليهما السلام شخصية لها دور بارز ومهم في التأريخ الأسلامي في زمن خلافة ولده الأمام علي عليه السلام وكذلك أخيه الحسن عليه السلام و في ثورة أخيه الحسين عليه السلام ، ومحمد ابن الحنفية أمه خولة بنت جعفر بنت قيس الحنفية تزوجها الأمام علي عليه السلام في زمن خلافة الخليفة الثاني فأنجبت له ولد فأسماه محمد الا وهو محمد ابن الحنفية وبشر النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم علي عليه السلام وقال له سيولد لك مولود نحلته اسمي وكنيتي فكان ذلك فسماه محمد وكناه بأبي القاسم،ومحمد ابن الحنفية كان بطلا فاضلا عالما زاهدا ورعا تقيا فهو تربى في بيت امير المؤمنين علي عليه السلام واخويه الحسن والحسين عليهما السلام وكان له دورا كبيرا في معركة الجمل وكان هو صاحب الراية وجاهد جهادا كبيرا في معارك كثيرة مثل معركة صفين ومعركة النهروان .
الكثير من الناس يتساءلون لماذا لم يخرج محمد ابن الحنفية مع أخيه الحسين عليه السلام ونحن دوما هدفنا اظهار الحقائق وتوضيح الأمور المخفية عن الناس بكل صدق وحيادية ،وأنه الأجابة الشهيرة التي نسمعها دوما من على المنابر أنه كان مريضا ونحن تنزلا أيضا نتبنى هذه المعلومة لأنها متداولة ومشهورة عند العلماء بل وحتى الباحثين ورجال الدين والخطباء الكرام ،لكن هنا السؤال الذي يطرح نفسه هل أن الحسين عليه السلام كان يريد أو يفكر بأن تسحق الفئة الصالحة والخط الأسلامي المحمدي الأصيل وتفرغ الساحة لبنو أمية (الملعونين)؟هل كان الأمام الحسين عليه السلام يريد جميع الصالحين من بني هاشم ومن كان يحمل الخط الأسلامي المحمدي العلوي الشيعي أن يذهبوا معه كلهم إلى كربلاء كي يقتلوا ويفرغ الساحة لبنو أمية وليزيد بن معاوية الملعون دنيا واخرة ؟بكل تأكيد الجواب كلا أن الأمام الحسين عليه السلام كان يخطط لأحداث ثورة كبيرة جدا لا تنتهي بمقتله بل لتستمر على مدى الأيام و السنوات وهذا ما حدث فالأمام الحسين عليه السلام و يحتمل احتمالا كبيرا أنه هو عليه السلام من أبقى محمد ابن الحنفية وعبد الله ابن جعفر وعبد الله ابن عباس ومجموعة طيبة من صحابة أمير المؤمنين علي عليه السلام وأخيه الحسن عليه السلام فأذن هذا الجواب الثاني ،أما الجواب الثالث أن الأمام الحسين عليه السلام جعل أخيه محمد ابن الحنفية نائبا ووكيلا عنه في الحجاز والدليل ما ذكرته المصادر السنية والشيعية بأن الأمام الحسين عليه السلام أوصى أخية محمد ابن الحنفية وهو كالأتي (أما بعد فأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا فاسدا أو مفسدا حسب بعض الروايات إلى آخره ، إذن هنا الوصية والوصي هو محمد ابن الحنفية بمعنى أنه الحسين عليه السلام جعله وكيلا له فلم يخذله ولم يتركه وحيدا بل على العكس وكذلك علي بن الحسين عليه السلام جعله وكيلا له في الحجاز وجعله يراعي ويشرف على الثورات العلوية وخصوصا ثورة المختار المباركة التي أتت بثمارها بسبب قيادة محمد ابن الحنفية إذن محمد ابن الحنفية شخصية مرموقة جدا بل كذلك أن أمير المؤمنين علي عليه السلام يوصى الأمام الحسن المجتبى عليه السلام ويقول له (أوصيك بأبني محمد خيرا فأني أحبه وانت تعلم ذلك )فمحمد ابن الحنفية شخصية كبيرة جدا وكان مؤمنا بإمامة أخيه الحسين عليه السلام وبأمامة علي ابن الحسين عليه السلام وكذلك بإمامة الأمام محمد الباقر عليه السلام وكذلك عندما توفي دفنه الأمام أبا جعفر الباقر عليه السلام .
هناك بعض الاضاءات على حياة محمد ابن الحنفية حسب النصوص والروايات ،ان محمد ابن الحنفية هو ابن تلك المرأة الحنفية التي أتى بها الأمام علي عليه السلام وتزوجها والتي كانت تنظر نظرة اجلال للأمام علي عليه السلام ولأولاده عليهم السلام ،ان محمد ابن الحنفية كان من القيادات العسكرية القوية التي اشتركت في حروب الأمام علي عليه السلام وكان له دور كبير في معركة الجمل وان كان بطيئا في بعض مراحلها وقال له الأمام علي عليه السلام بصريح العبارة عندما أراد أن يهجم وأتت له السهام كرشق المطر فتراجع قليلا محمد ابن الحنفية (أصابك عرق من أمك) وكأنه عليه السلام أراد أن يقول له أنك لا بد أن تدخل ثم قال له عليه السلام عليك أن تدك الأرض بقدمك وأن عليك أن تعر الله جمجمتك وأن تحقق معادلات الأنتصار لكن عموما محمد ابن الحنفية قائد عسكري محنك وله خبرة عسكرية بالتالي لو كان حضر أرض كربلاء سيغير المعادلات إذن السؤال الذي يتكرر دوما ونحن سلطنا عليه الضوء أكثر من مرة في هذا المقال ما سبب عدم مشاركة محمد ابن الحنفية في واقعة الطف الأليمة وهو أخ الأمام الحسين عليه السلام وهناك اراء عدة لدى المتخصصين بشؤون الدين والعقيدة منها أنه ذات مرة استطاع أن يعدل درعا بيده فأصابته العين كما قيل لذلك أصابه ارتعاش في يده كما أشارت بعض النصوص بينما بعض النصوص قالت أنه قد أصيب بالفالج ونصوص وروايات أخرى قالت أنه قد أصيب بالشلل فلم يعد يستطع أن يحرك قدميه بالتالي لا ينفع شيئا في قتال قوي مستمر مثل معركة كربلاء ونصوص وروايات أخرى قالت بما أنه كبير بني هاشم ابقاه الأمام الحسين عليه السلام لكي يرعى مصالح بني هاشم عند غيابهم ويحاول أن يحافظ على دورهم لأن التهديد كان واقعا من يزيد لعنه الله بهدم تلك الدور المقدسة .
وتبقى شخصية محمد أبن الحنفية شخصية مجاهدة وشجاعة ويكفي أنه من ولد الأمام علي عليه السلام فورث الورع والزهد والشجاعة والشموخ والأباء والكرم والعلم من والده الأمام علي عليه السلام ،كذلك ليدرك الجميع أن كل خطوة من ال محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا تحدث إلا وفق تعليمات إلهية مدروسة وتطبق بكل ايمان وصبر وجهاد وصدق منهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين …
نأمل أننا قد وفقنا بنقل الواقع والحقيقة بكل صدق والحقيقة التي لا غبار عليها أننا لم نجد نصا أو رواية تقول أنه محمد ابن الحنفية رضوان الله عليه قد تقاعس عن المشاركة في واقعة كربلاء بجنب أخيه الأمام الحسين عليه السلام أطلاقا وحاشاه من ذلك ….وفقكم الله
أفكار بصوت مرتفع