
أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
الأمام الجواد عليه السلام
بمناسبة ذكرى استشهاد الأمام الجواد عليه السلام سنتحدث قليلا عن حياته ،الأمام الجواد عليه السلام هو محمد ابن علي ابن موسى ابن جعفر تاسع الأئمة والملقب بالجواد أبوه الأمام الرضا عليه السلام وأمه سبيكة وهي من أسرة ماريا القبطية زوجة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد ذكر في بعض المصادر أن أمه كانت تسمى بخيزران أو ريحانة ،كان يكنى بأبي جعفر ومن ألقابه التقي والمرتضى والقانع والرضي والمختار والمتوكل والمنتجب وباب المراد وأشهر ألقابه الجواد ,ولد الجواد عليه السلام في المدينة في العاشر من شهر رجب سنة (١٩٥)للهجرة في أواخر أيام أبيه الأمام الرضا عليه السلام ولم يكن للأمام الرضا عليه السلام أنذاك ولد قبله ،تزوج الأمام الجواد عليه السلام سنة (٢١٥ )للهجرة من أم الفضل أبنة المأمون العباسي وقد حصل الزواج بطلب من المأمون ولم تنجب ام الفضل ولدا للأمام عليه السلام فكان جميع أولاده عليه السلام من زوجته الأخرى سمانة المغربية وله منها علي وموسى وفاطمة وهمامة و حكيمة وخديجة وأم كلثوم ،تسنم الأمام الجواد منصب الأمامة وهو في الثامنة من عمره واستطاع أن يحقق أهدافا كبيرة في سائر مجالات العلم والمعرفة فتحدى الأمام الجواد عليه السلام رغم صغر سنه أكابر علماء عصره فأفحمهم في الكثير من المسائل العقائدية والفقهية والتفسيرية ،نهض سلام الله عليه بأعباء قيادة الأمة وقد أمضى جل حياته في سبيل عزة الأسلام والمسلمين ودعوة الناس إلى التوحيد والإيمان والتقوى .
استمرت أمامة الجواد عليه السلام سبعة عشر عاما فعاصر خليفتين من خلفاء الدولة العباسية هما المأمون والمعتصم العباسي وعمد المعتصم العباسي باستدعاءه من المدينة إلى بغداد ثم دس له السم على يد زوجته أم الفضل بنت المأمون أذ دست له السم في اللبن عندما عاد إلى البيت صائما عطشانا فأعطته لبنا مسموما وأفرغت البيت من كل قطرة ماء فظل يتألم من شدة الوجع وصعد إلى سطح منزله ووضع خده الشريف على تراب السطح لعل وعسى يبرد نفسه قليلا من حرارة السم حتى فرت روحه الطاهرة إلى السماء ليلقى ربه مسموما مظلوما وكان ذلك في أواخر ذي القعدة وقد ناهز الخامسة والعشرين عاما من عمره الشريف حينها فظل على السطح ثلاثة أيام تحت أشعة الشمس الحارقة وهو بهذا يشابه جده الحسين عليه السلام ،حتى جاء المعتصم العباسي عليه لعائن الله ورمى به من أعلى السطح فتهشمت عظامه وقد ناهز الخمسة والعشرين سنة من عمره الشريف ودفن سلام الله عليه في مدينة الكاظمية جوار قبر جده الأمام موسى ابن جعفر عليه السلام وفقدت الأمة بذلك أماما من الشجرة النبوية الطاهرة فالسلام عليك يا نور الله في ظلمات الأيام وسفينة النجاة في بحر العتمات وجنة الفداء في العالم الهالك فعليك منا سلام الله أجمعين ولعن الله قاتليك ولعن الله كل من تلطخت يده بدم ال محمد الطاهر صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ومن المستفز أنه هناك من ينكر أن أهل البيت عليهم السلام عذبوا وقتلوا ويدعون أن كل ذلك مدسوس في الروايات ويستخدم لتمرير عمليات سياسية وغيرها وهؤلاء النماذج أما جهلة ولم يقرأؤا ولم يطلعوا ولو القليل من كتب التأريخ قبل الدين اذ أنه وفي كل العالم هناك كتب توضح مظلومية ال البيت عليهم السلام وأما حاقد ،فيا من تدعي ذلك قل لنا في الله من قتل الأئمة وحاربهم وأستباح حرماتهم ،وليعلم الجميع أنه من ينكر تلك المظلومية ويحاول ان يبرأ القتلة سيحشر مع قتلة ال البيت عليهم السلام يوم القيامة ،وهناك فئة اخرى من الناس من يدعو لترك الماضي والنظر للأمام والمستقبل وأن نضع يدا بيد من أجل تطوير ورفعة أوطاننا وهذا الكلام جميل جدا وكلنا نسعى اليه لكن هل الناس العدائيين واللانسانيين يدعون الناس تفعل ذلك بالتأكيد لا فهم من يبث سموما وينتج ويخرج مسلسلا مثلا كله كذب وتدليس وأفتراء وعبارة عن تمثيل داخل تمثيل وهناك من يقتل ويسفك دماء الأبرياء من أجل أحداث الماضي ونحن فقط هنا نتسلح بالمعلومات من أجل أعلاء كلمة الحق عندما نسأل أو عندما نرى أو نسمع امورا مشينة أو غير واقعية فمن غير الممكن التعامل مع اللانسانيين والعدائيين بأنسانية لذلك الكلام يجب أن يحاكي المنطق وليس كلاما حالما أحلاما وردية ،وللعلم نحن نخاطب الناس الرماديين الذين يتحدثون كلاما مستفزا ويدعون أنه الحق والمنطق أما اصحاب العدائية الواضحة فلا حديث لنا معهم لأنهم حالة ميؤوسا منها .
ماهو اللعن وماهو السب؟ وهل هما حلال؟
نعم هما حلال، اما اللعن فهو الدعاء بالخروج من رحمة الله فقولك “لعن الله فلانا” اي اخرج الله فلانا من رحمته.
اللعن شواهده من كتاب الله كثيرة كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)
———————
أما السب فهو فحش من القول ولكنه سنة القران الكريم للمستحق بل السب من افضل الاخلاق ان كان موجها لراس للكفر أو قائد للمشركين
قد يسال البعض ويقول انه جاء في الاثر ان المؤمن ليس بطعان او لعان او سباب (مضمون النص) وهو كذلك نعم المؤمن لا يسب او يلعن اخاه المؤمن اما المؤمن ان سب او لعن راس من رؤوس الكفر والنفاق فله الاجر والثواب بل هو قمة الاخلاق.
وقد امرنا النبي الاعظم بذلك في هذه الرواية الشريفة:
“قال الحبيب المصطفى: إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.”
الكافي الشريف ج2 ص375
وقد قال تعالى: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) وهو سب
وقال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ الله) …
عبارة كمثل الحمار أو كمثل الكلب في كتاب الله عز وجل تعتبر سبا أيضا.
ذلك كان مجرد ايضاحا بسيطا فيما يخص اللعن .
أفكار بصوت مرتفع