مقالات

أفكار بصوت مرتفع

جريدة موطني

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم

أفكار بصوت مرتفع
السيدة نرجس عليها السلام
سنتحدث في هذا المقال عن شخصية دينية عظيمة والتي حملت بقية الله في أرضه الأمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف في احشاؤها الطاهرة نالت من الظلم الكثير في حياتها الا وهي السيدة نرجس عليها السلام .
هناك روايتان الأولى تقول أن السيدة نرجس هي حفيدة شمعون وصي نبي الله موسى عليه السلام لكل نبي وصي ووصي موسى شمعون وهو أيضا قاتل فرعون مع موسى وازر نبي الله موسى في نبوته ،جدها كان من قياصرة الروم وعندما حدثت المعركة بين المسلمين وبين الروم انتصر المسلمون على الروم وجيء بها أسيرة فالأمام الهادي أرسل بشر النخاس وقال له سيدخل أسرى الروم وستجد جارية مواصفاتها كذا وكذا تأبى أن تباع أي ترفض ولا تريد أن يشتريها أحد خذ هذا الكتاب وسلمها اياه وستباع لك بعشرين درهم حسب بعض الروايات ستعطي هذا المبلغ لصاحبها وسيرضى صاحبها أن يبيعها لك ،يقول بشر ذهبت ودخلت إلى سوق النخاسين ورأيت الأسرى فصرت أتفحص الوجوه والشخصيات حتى وصلت إلى المرأة المقصودة فبقيت أراقبها عن كثب فظلت كلما أقترب أحد لشراؤها رفضت وكان صاحبها يسألها لماذا لا ترضي أن تباعي وهي تقول أريد أن يطمئن قلبي كي أباع وبالتالي أعطيتها كتاب الأمام الهادي عليه السلام فقرأت الكتاب فإذا بدموعها تجري على خديها وإذا بها تلتفت بقوة بعني إليه والا قتلت نفسي ويكمل بشر النخاس حديثه بالقول في الطريق ونحن نسير رأيتها عليها السلام تشبع الكتاب لثما وتقبيلا وهي تبكي فقلت لها أمة الله أتبكين على شيء تجهلينه فقالت أنت ضعيف الإيمان كيف أجهله وأنا أعرفه يقول فزدت غرابة فهذه الأنسانة جئت بها أسيرة ومن بلاد الروم من الذي عرفها من الأمام الهادي عليه السلام فقالت له اسمع أنا جدي كان أحد ملوك أو قياصرة الروم وهي عليها السلام أنسانة عرفت بجمالها
قرر جدي تزويجي من أحد أبناء عمومتي ويوم أن قرر تزويجي نصب لنا عرشا وجيء بأبن عمي وبمجرد أن صعد على العرش وقرروا أن يزوجونني سقط الصليب الأكبر إلى الأرض لأنهم نصارى وفأهتز عرش جدي فدخلت الريبة إلى قلوبنا فقال جدي ستسقط دولتي وهذه الزيجة زيجة شؤم فأتركوها وبعد مرور أسبوع قرر جدي أن يزوجني لأخيه أي أبن عمي الأخر فحدث نفس ما حدث مع الأول أيضا سقط الصليب وأهتز العرش فخاف جدي وقال ستسحق دولتي وفي نفس الليلة وفي عالم الرؤيا رأيت نبي الله عيسى عليه السلام يجلس على عرش وقد دخل عليه نبيكم المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعه الأمام علي ابن ابي طالب عليه السلام ومعه لفيف من الأئمة وكذلك جماعة من بني هاشم ونزل عيسي عليه السلام من عرشه واحتضن النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجلسا يتجاذبان أطراف الحديث حتى سأل نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من عيسى عليه السلام بخطبتي فقال أن نالك شرف الدنيا والآخرة أن تزوج هذه البنت من هذا الشاب وهو الحسن العسكري عليه السلام ،وتكمل السيدة نرجس عليها السلام حديثها مع بشر النخاس أما في اليوم الثاني رأيت في عالم الرؤيا لفيف من النساء يتجلببن بجلباب الحشمة تتقدمهن امرأة عليها سيماء الصالحين والنور يسطع من شكلها حتى عنان السماء سألت عنها فقيل أنها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تقول السيدة نرجس عليها السلام فأنا فرحت لرؤياها وهويت على قدميها قالت لا قلت لها سيدتي أن ولدك الحسن العسكري قد تقدم قد جفاني قالت عليها السلام بلا يجفوك وأنت على شرك فقلت إذا أردت أن أرى ولدك كيف أراه فقالت ادخلي إلى ديننا فديننا دين الحق وخاتم الأديان قلت ما أفعل قالت قولي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله تقول بمجرد أن نطقت الشهادتين خطبتني السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لولدها ،وأول ما دخلت السيدة نرجس عليها السلام إلى دار الامام الهادي عليه السلام امتحنها واختبرها فقال لها ماذا تقولي وأنت الأن جارية وجديدة عهد بنا ولا تعرفيننا فقالت بلا سيدي أنا اعرفكم فقال لها عليه السلام ما رأيك أن أعطيك عشرة آلاف دينار وكان هذا مبلغا كبيرا جدا حينها أو اخبيء لك بشارة فقالت لا البشرى أفضل الي من النقود فقال لها إذن انت ستتزوجين بولدي الحسن العسكري وسأعطيك بشارة أخرى وهي أنك ستحظين بشرف الدنيا والأخرة فقالت كيف فقال منك سيخرج حفيدي فيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا،لكن هناك إشكالات كثيرة على هذه الرواية من قبل الكثير من رجال الدين أو المتعمقين والدارسين بشؤون الدين والعقيدة رغم شهرتها أو وكثرة ذكرها من على المنابر إلا أن هذه القصة معارضة لقصة أخرى وقصة النخاس نقلها وتفرد فيها الصدوق مفادها أي القصة الثانيةأنها كانت منذ البداية جارية عند حكيمة سلام الله عليها ومصدر هذه الرواية هو كتاب (كمال الدين وتمام النعمة)وتقول هذه الرواية أنه دخل شخص على حكيمة رضوان الله عليها وطلب منها أن تروي له قصة مولد الصاحب عجل الله فرجه الشريف قال يا سيدتي حدثيني عن ولادة مولاي وغيبته قالت كانت لي جارية يقال لها نرجس فزارني ابن أخي وطلبها وتزوجها الخ ومفاد هذه الرواية أن الأمام اخذها منها وليس من سوق النخاسة وتفصيل هذه الرواية ذكرها المسعودي في كتابه إثبات الوصية وهو كتاب تأريخي معروف و المسعودي وهو مؤرخ معروف نقل تلك الرواية قائلا أن نرجس عليها السلام ولدت في حكيمة عليها السلام وهذا يعني أنها ولدت على الأسلام وحكيمة رضوان الله عليها هي من تولت تربيتها والعناية بها وهنا صارت عندنا قصتين قصة معروفة عند عامة الناس وقصة مجهولة عند الكثير منهم وهنا السؤال الذي يطرح نفسه أيهما أصح وبأيهما نأخذ ،بحسب قراءتنا البسيطة نقول أن القصة الثانية غير المعروفة هي الأقرب للصحة والتصديق وهناك أكثر من مرجح يجعلنا نقبل القصة الثانية ونقول هي أوثق وأصدق من القصة الشهيرة الأولى ،أولا الرواية التي تقول أنها ولدت في بيت حكيمة رضوان الله عليها أوردها المسعودي في كتابه إثبات الوصية والمسعودي توفي سنة (٣٤٦للهجرة)وكذلك أوردها الصدوق علما أن الأخير أورد القصتين الا أن قصة شراؤها من السوق التي أوردها الصدوق وهو متوفى سنة (٣٨١ للهجرة ) أذن هناك فارق بالسنين حوالي أربعين سنة إذن المسعودي أقرب للحدث من الصدوق ،المسعودي أقرب للحدث بحوالي ثمانين سنة أما الصدوق فمئة وعشرة سنة تقريبا إذن المسعودي أقرب لزمن وقوع القصة من الصدوق قربا زمانيا هذا أمر أما الأمر الأخر الشيخ الصدوق هو من قم أي قمي ثم انتقل في أواخر حياته إلى الري أي منطقة إيران الأن والمسعودي بغدادي المولد والمنشأ والممات يعني عراقي إذن مكانيا هو أقرب للحادثة من الصدوق وهذا مرجح اخر وعندما نأتي إلى الصدوق نراه رواها بأربعة وسائط والمعنى أنه قال نقل عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان وجلب القصة أما المسعودي رواها بواسطة واحدة قال نقل عن فلان فقط وفي علم الدراية يقولون هذا السند أعلى من هذا السند يعبر عن السند الذي فيه أقل وسائط بالأعلائي أي كلما قلت الوسائط فأحتمال الكذب وأحتمال الأشتباه واحتمال الغفلة أقل ،حتى في وقتنا الحاضر عندما يحدث أمر ما أو قصة ما ستحكى في أول يوم بشكل وبعد عشرة أيام كل واحد سيرويها بشكل مختلف لأن شخص يضيف أضافات من عنده بحسب رأيه والزاوية التي ينظر لها للأمور ،اذن هذا مرجح أخر أنه المسعودي رواها بواسطة واحدة .
أن المسعودي عندما رواها لم ينقلها عن شخص بل قال حدثني مجموعة من مشايخي يعني ليس شخص مفرد بل مجموعة وأقل الجمع في اللغة ثلاثة وهو يقصد من ثلاثة فصاعدا والصدوق رواها عن أشخاص كل واحد بشكل منفرد ،وأيضا الصدوق روى القصة الأخرى بسند اخر والصدوق عندما رواها لم يذكر المسعودي في السند إذن هي طريق آخر وهذا مرجح ،والمرجح الآخر أن المشايخ الذين روى عنهم المسعودي قال عنهم حدثني مجموعة من مشايخي الثقات بخلاف رواية الصدوق أغلب من في سندها هم من المجاهيل بل حتى السيد الخوئي في معجم رجال الحديث عندما تعرض للرواية قال سندها من المجاهيل في ترجمة بشر النخاس والعجيب أن الرواية ليست فقط سند ،فاخر واحد في الرواية يقول أنه زار الامام الكاظم عليه السلام فرأى شيخا يبكي فعلم أن هذا الشيخ من الشيعة فسأله هذا الشيخ المجهول عنده وعرف بنفسه أنا فلان النخاس ثم حكى له القصة وهنا السؤال من الذي يؤكد لنا أنه فعلا هذا النخاس هل هناك ضمان أو تأكيد والجواب لا لأن الذي نقل عنه هو نفسه يصرح ويقول إنه لا يعرفه إذا أنه يقول أنا لا أعرف هذا الشخص إذا احتمالية كذب هذا الرجل احتمالا كبيرا وان كانت الرواية احتوت على كرامات لكن إحتمال الكذب وارد خصوصا أنه شخصا مجهولا ،ونحن هنا لا نقول بكذب الرواية الأولى وانما هنا يجب أن نؤكد أن هناك روايتين متعارضتين رواية تقول أن نرجس عليها السلام وصلت للأمام عن طريق سوق النخاسين وعندنا رواية أخرى تقول أن نرجس سلام الله عليها ولدت في بيت السيدة حكيمة وولدت على الإسلام وربتها حكيمة سلام الله عليها من جهة صناعية علمية الرواية التي ترجح وعلى اتفاق عدد كبير من المشايخ هي الرواية الثانية وهي أن السيدة نرجس عليها السلام ولدت على الإسلام وولدت في بيت السيدة حكيمة سلام الله عليها إذن هذا الإشكال مندفع رأسا ،قلنا أنه لم يثبت حقا أنها كانت نصرانية أو كانت تباع وتشترى والثابت أنها ولدت في بيت السيدة حكيمة سلام الله عليها وولدت على الإسلام.
أما الأمر الذي يتفق عليه الجميع هو مظلومية تلك السيدة والجور الذي وقع عليها إذ أنها وأهم موقف أعلنت عن نفسها فيه أنها مشروع تضحية دون أمام زمانها هي ادعاؤها أنها حامل باللأمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بعد ولادتها له للتغطية عليه وإيقاف عمليات البحث عنه إذ أن قصة الأمام المهدي عليه السلام تشبه بعض الشيء قصة نبي الله موسى عليه السلام إذ كانوا أعداء الدين الإسلامي يبحثوا عنه لقتله لأنه لديهم علم أنه سيأتي أمام يدعى المهدي عليه السلام عجل الله فرجه الشريف وسيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ،وهناك من يطرح تساؤل أن الأمام المهدي عليه السلام وحسب عقيدة الشيعة الأمامية الأثني عشرية لديه ولاية تكوينية فكيف يحتاج إلى حماية وهذا السؤال يتكرر لكنه سؤالا ساذجا جدا لأن القرآن الكريم يأمرنا بالسبب ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمرنا بالاخذ بالأسباب والحياة عموما هي الأخذ بالأسباب فالولاية التكوينية فلا تستخدم إلا لأشياء خاصة أي أنه من خلال هذه الأشياء قد يمحى الدين ولا يوجد اسم ولا ذكر لأهل البيت عليهم السلام فتتدخل هنا الولاية التكوينية من أحد الأئمة عليهم السلام لا يمكن أن يستخدمها الأمام بكل لحظة وبكل طريقة ولا يأخذ بالأسباب والأسباب هناك تتمركز وتتمحور حول السيدة نرجس عليها السلام وكيف حفظت الأمام المهدي عجل الله له الفرج ،وسنتحدث هنا عن بحث غير مطروق وقد لم يكن الكثير تحدثوا به .
السؤال الذي يطرح هنا ما مصير السيدة نرجس عليها السلام بعد استشهاد الأمام الحسن العسكري عليه السلام وهذا الجانب مغفول عنه فهل كان لها دور بعد استشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام وهل ماتت حتف أنفها أم قتلت وهل كان لها اتصال مع صاحب العصر والزمان ام لا ،هنا وفي كتب الشيعة وفيما وصلنا طبعا أنها أغفلت هذا الجانب وهذا يؤكد حجم الظلم الذي كان يقع على الكتاب الشيعة ومنعهم من الكتابة بسبب الأنظمة الديكتاتورية آنذاك وكأنما عندما يكتب الشيعي ستسقط دولة في زمن العباسيين ،فما مصير السيدة نرجس عليها السلام لا نعلم لكن هناك بعض النصوص في كتب أهل السنة فإذا أخذناها كقرائن سنستنج أن لنرجس عليها السلام دور كبير جدا في حفظ صاحب العصر والزمان وفي حفظ السفراء الأثنين الأوائل ،فهناك نص نقله الذهبي في كتابه( تأريخ الأسلام )إذ قال بعد ترجمة الأمام المهدي عجل الله فرجه وهذا من العجائب لأنه الكثير منهم يدعي أن الأمام غير موجود ولم يولد ومن ثم يترجمون له فالذهبي ترجم للأمام المهدي عليه السلام بعنوان محمد ابن الحسن الملقب بالمنتظر فيقول (ودعت الحمل بعد سيدها ويقصد الأمام الحسن العسكري عليه السلام فأوقف الميراث لذلك سبع سنين ونازعها في ذلك أخوه جعفر ابن علي فتعصب لها جماعة وله آخرون ثم انفش ذلك الحمل اي اكتشفوا أن الحمل غير صحيح أي مدة سبع سنوات كانت هناك مراقبة عليها فأخذ ميراث الحسن عليه السلام أخوه جعفر وزادت فتنة الرافضة بصقيل أي نرجس فالسيدة نرجس تعرف بأكثر من اسم أو لقب وبدعواها إلى أن حبسها المعتضد نيف وعشرين سنة من موت سيدها وجعلت في قصره حتى ماتت في دولة المقتدر )وهذا النص فيه أشياء عجيبة وهو أن السيدة نرجس عليها السلام ادعت الحمل حماية لطرفين الطرف الأول هو حماية صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف لأنه الأمام المنتظر بعدما صلى على أبيه الأمام الحسن العسكري عليه السلام والكل يعرف الرواية المعروفة لأبو الأديان فصار كلام هل هذا هو ابن الإمام العسكري عليه السلام أم لا فقسم كبير من السلطات العباسية بدأت تطارد هذا الغلام وبيت الأمام حوصر أكثر من مرة وكان غرضهم هو إلقاء القبض على الأمام المهدي عجل الله له الفرج فكان مهددا فالسيدة نرجس عليها السلام جاءت بهذه الدعوى وقالت أنا حامل وهذا الولد هو الأمام عليه السلام أي انتظروا لحين ألد وهنا جازفت السيدة نرجس عليها السلام بحياتها حفاظا على الأمام فكان بإمكانهم شق بطنها وقتلها للتخلص منه لأنهم يعرفون أن الثاني عشر هو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا فبهذه الصورة صرفت الأنظار عن الأمام وايضا صرفت الأنظار عن السفيرين العمري وأبنه لأن العمري وأبنه كانا معروفين بالتشيع فالعمري عثمان بن سعيد ومحمد ابن عثمان منذ ايام الأمام الهادي كانا وكلاء فكانت المراقبة عليهم شديدة فكيف تخطوا هذه المراقبة بحيث استطاعوا أن يصلوا بين الناس وبين الأمام المهدي أنه السيدة نرجس عليها السلام قالت أنه الأمام لم يولد بعد والى الأن في رحمي والعمري وأبنه كانا يتظاهران ببيع الزيت فكان يعبر عنه بالزيات وفي جراب الزيت كان ينقل الكتب والأموال وهي عليها السلام جذبت الأنظار نحوها فبنوا العباس كانوا ينتظرون اليوم الذي ستلد فيه ليقضوا على هذا المولود والعمري وأبنه تخفيا بحيث يستطيعون أن يصلوا بين الشيعة وبين الناس لكن عن طريق جراب الزيت ،الحمل مدته تسعة أشهر وأقصى مدة عند الشيعة سنة أما في الكثير من كتب السنة تطول مدة الحمل لسنوات وهناك رأي آخر لديهم وهو لا نهاية لمدة الحمل موجود هذا الكلام في تفسير القرطبي لذلك بما أنهم يعرفون أن المدة غيبية جلست السيدة نرجس عليها السلام تحت المراقبة سبع سنوات حتى عرفوا أنه لا يوجد حمل فوزعوا الميراث لكن بقيت القضية في قلوبهم وهنا سجنوها عندهم ولم تسجن في سجن عادي بل سجنت في سجن خاص حبسها المعتضد بعد نيف وعشرين سنة من موت سيدها وجعلت في قصره في سجن خاص وهذه امرأة فلينظر القارئ كيف عذبت هذه المرأة وبعد أن توفيت نرجس عليها السلام الأن عرفوا أنها كانت لديها مولودا سابقا ولم تكن حامل وخدعتنا وبهذه الدعوى أخفت هذا المولود فشددوا الرقابة على الشيعة وهذه الفترة الزمنية هي نهاية سفارة الثاني محمد ابن عثمان الذي كان معروفا بالتشيع والغطاء الذي كان يحميه هي السيدة نرجس عليها السلام وعند وفاتها عليها السلام لم يعد له غطاء لذلك السفير الذي من بعد هو الحسين بن روح النوبختي وعندما ننظر لكتب السنة والشيعة نجده معروفا عند السنة بأنه سنيا لأنه قضى عمره يعيش بالتقية بين الناس ولم يكن أحد يعرف بتشيعه الا الخاصة جدا وأكثر مدة بالسفارة كانت في حياته لأنه حتى الكثير من الشيعة كانوا يعتقدون أنه ليس شيعيا لأنه كان يستخدم التقية خدمة الدين وخدمة المذهب لذلك دوره لذلك كان دور السفير الثالث كان دورا جبارا من ناحية تصحيح الكتب اي كتب الحديث ومن ناحية توجيه الناس ومن ناحية حل مشاكل الطائفة ومشاكل دعاوى السفارة ودعاوى النبوة والالوهية التي كانت في ذلك الوقت ومحاربة الغلو كل تلك الجبهات حاربها الحسين بن روح النوبختي تحت غطاء التقية ،اذن السيدة نرجس عليها السلام كان لها دور كبير بعد استشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام في حفظ ولدها صاحب العصر والزمان وفي حفظ السفير الأول والثاني لذلك نحن عندما نقول امرأة عظيمة ليس من فراغ فتلك المرأة ضحت بحياتها بكل ما تملك خدمة للأسلام ،فتدعي أنها حامل وتعرض نفسها للسجن إذ أنه مجموع سنوات سجنها قرابة الثلاثين عام كل ذلك حفاظا على الأسلام لذلك عندما الأمام يقول هي سيدة الإماء .
إذن عندما لم نجد أن كتب الشيعة لم تسلط الضوء على هذا الأمر الأن عرفنا السبب وهو السلطات الحاكمة الظالمة الجائرة على كتب الشيعة وعلى مؤلفات الشيعة وهذا هو السبب بوجود تغيب إعلامي وأمور كثيرة لم تذكر في كتبنا وهذا الجواب لمن يسأل لماذا هناك أمورا كثيرة لم تذكر عندنا .
أما الأمر الذي يثار حول قضية السيدة نرجس عليها السلام وهو حول أسمها إذ يتحجج البعض بأنها عليها السلام ليس لها اسم ثابت وهذا السؤال أن دل على شيء يدل على ضعف السائل لأنه ام النبي موسى عليه السلام لديها أكثر من خمسة اسماء فهل هذا الأمر يدعو بتسقيطها بكل تأكيد لا وهذا أمر عادي وروايات السيدة نرجس عليها السلام ثابتة على أنها مليكة وقيل صقيل لأنها بلغت النور ومواقف الأنسان تجعلنا نطلق عليه القابا مثلا نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقب بالصادق الأمين لصدقه وأمانته مثلا .

أن رواية النخاس ضعيفة جدا جدا وان كانت صحيحة فلا إشكال فيها لأنه الأمام الهادي عليه السلام وهو أمام معصوم بمنهجيتنا وعقيدتنا وفكرنا بعث بشخص وهو بشر رأى فيه بأنه موضع أمانة وثقة فزكاه واختاره فأرسل معه رسالته هذا أمر طبيعي كذلك ولنقل فرضا أنها أسرت وسبيت فكل ما يحدث هو وفق تعليمات وتخطيطات إلهية وهذه طريقة لتنجو ولا يقتلونها بعد أن يكتشف أمر إسلامها كونها أسلمت قبل أن تسبى خاصة كانت هناك حروب بين المسلمين والروم وللتذكير كل ذلك فرضيات نقصد رواية النخاس ،أن ال البيت طاهرين مطهرين من كل دنس وعيب وحشاهم من كل ما يقال من أباطيل عنهم وأنهم خرجوا من أصلاب طاهرة مطهرة إلى أرحام طاهرة مطهرة قال تعالى(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) لكن الرواية الثانية وهو أنها عليها السلام ولدت على الأسلام وتربت على يد حكيمة سلام الله عليها هي الأصدق بحسب الروايات والأقرب للتصديق .
السيدة نرجس عليها السلام تعذبت وطوردت وسجنت وأنجبت لها بقية الله في أرضه ومنقذ البشرية والذي تؤمن بوجوده كل العقائد التي توحد الله عز وجل وحفظت دينها ومذهبها يجب أن تتوضأ قبل أن تذكرها يا من تسيء للطهر والنقاء فكم هو مستفز ومتناقض من ينكر وجود المهدي عجل الله فرجه ومن ثم يسئ لوالدته الطاهرة المطهرة التي مختصر حياتها ظلم وجور والم وسجن ففي الثامنة والعشرين من عمرها استشهد زوجها الأمام الحسن العسكري عليه السلام واختفى ولدها الوحيد وهو في الرابعة من عمره وسجنت قرابة الثلاث عقود وهو مجموع السنوات التي قضتها بالسجن من عمرها ومن ثم توفيت وفاة غامضة بالسجن وقد بلغت من العمر الثامنة والستين من عمرها حشرنا الله واياها يا رب .

أفكار بصوت مرتفع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى