الشعر

أمطار بلا بلل

جريدة موطنى الادبيه

أمطار بلا بلل

د.أحمد أمين

أمطار بلا بلل

في كانون الثاني البرد يختلف

وكذلك مشاعرنا

على عجل خرجت من بيتي مسرعًا

وأنا أتذكر تفاصيلها

على موقع للتواصل عرفتها

جمالها من النوع الذي لا تخطئه عين

ثم توالت محادثاتنا

جمالها يمثل جزء يسير من روعتها

وكيف لمثلها أن تكون وحيدة، وهنا أدركت أن الحياة فعلًا ليست عادلة

وأنا سارح في أفكاري تأتي سيارة مسرعة لتغرق ملابسي بمياه أمطار على جانبي الطريق

أقف لبرهة من الوقت غير مصدق ثم أقرر أن أكمل مسيري

لابد أن أراها تلك الجميلة

وعلى جانب المقهى تقف منزوية في خجل

رائعة كما لم أتخيل، وأشعرني ذلك بالإحباط

وددت لو أن في الشارع باب للخروج

أو مهرب للطوارئ

كيف لتلك الرائعة أن تنظر لعابر مثلي دميم الملامح مبتل الثياب،

وكيف لمثلها أن يلتقيني من الأساس

بعد تعارف خجل بيننا جلسنا في أقرب طاولة تبعد عن باب المقهى

عاشق أنا للقهوة وأما هي فرقيقة تطلب عصير الأناناس

صوتها رقيق دافئ غير أن الوقت لم يسعفني لسماعه بدقة

أنا أتكلم وأحكي وأزيد في السرد

أنا أشتكي من الوحدة ومن غياب آذان تسمعني

كان حديثي يمتزج بالشكوى من كل شئ

وكان صمتها عذبًا شيقًا

إسمها خديجة وهي كذلك

إسترسلت في حديث طويل

ذكرت أدق تفاصيل حياتي حتى كاد مخزون الكلام أن ينتهي

إن الرجل مهما كبر فهو طفل صغير

يكسر الجبال ويسحق عظام الحيوانات نهارًا

ويبحث عن ونيسه ليلًا ليروي له حديث يومه

الصمت لغة العظماء

ولكننا نصمت لأننا نعلم أن هناك على الطرف الآخر من ينتظر حديثنا

كأننا نجمع الكلمات في عقد من عقود الياسمين لكي نعلقها على أجيادهم

كان لقاؤنا شيق ملئ بالشغف

كان منهمر كمطر مستمر في يوم عاصف

غير أنه من النوع الذي تود لو كان إلى نهاية العمر

كيف تعرف من تحب؟

هو ذلك الذي تتمنى لو هرمت معه

لو شاركته كل لحظات ضعفك ووحدتك

تود لو كان بينكما حديث لا ينتهي

وما غير ذلك فهو رغبة مرتبطة بشبابك وفتوتك

وعندما إنتهيت من سيل كلماتي

رحلت

وأنا أنتظر

لقاء

مجرد لقاء

بقلم

د.أحمد أمين

أمطار بلا بلل
أمطار بلا بلل
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار