(أنا سئمتُ يا أبي)
شعر /هنيبعل كرم
أنا سئمتُ يا أبي،
أمّا أنتَ فلا…!
أرى الصُّبحَ إيماءةً بين يديك،
والبحرُ في امتلاءِ الرّوحِ قطرةٌ
همتْ من سماءٍ إليك…!
أنا الآنَ أبحثُ عن هواءٍ جديدٍ
لأحلمَ بشيءٍ ليس لكَ، وليس منك…
فلا تحزنْ!
لي الآنَ ابتسامةٌ صفراء،
وجوهُ اللّئام التي عبثت في رؤاكَ
باتتْ أحاجي أفكُّها، وسيورًا على عنقٍ
مفلوقٍ من التّخمةِ في السّعي إلى “العُلا”!
أذكرُ… كم كنتَ تنازلُ المدى،
تشدّ إلى ذراعي فكرةً
تطيرُ كالبيارقِ وراء رايتَيك:
هذا اليمينُ… لمْعُ القنا،
وذاكَ اليسارُ صوتُكَ في المدلهمِّ
بوحٌ ينادي اشتعالَ الأسنَّة،
قائدٌ يعرف أنّ السّلام مُحال
وأنّ العبيدَ تحتَ نِعالِ الحربِ
كمٌّ يستهلكُ الهواءَ…
لا تحزنْ لو أخبرتُكَ يا أبي
أنّي بحاجةٍ إلى هواءٍ جديد،
وأنّ الجنودَ
على قارعةِ التاريخِ باعوا قضيّه!
لا تحزنْ…
جنودٌ بهذا الشّكلِ، وإن كبروا،
غبارٌ على أحذيةٍ…
لم يكنِ الغبارُ يومًا قضيّة…!