أنا وكافل اليتيم في الجنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر 2024
الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما يليقان بمقام امير الانبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد إن اليتيم هو من مات أبواه أو أحدهما فإنفرد عنهما أو عن واحد منهما وهو صغير فاذا بلغ زال وصف اليتم عنه واولى الناس وأحقهم بكفالة اليتيم أقربهم اليه من جهة العصبه فان لم يوجد فمن جهة رحمه كجده من أمه وخاله فان لم يوجد فعلى أهل البر والصلاح السبق لذلك والإ الحق بدور رعاية الأيتام المنتشرة فى طول البلاد وعرضها، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” أنا وكافل اليتيم في الجنة، وأشار بالسبابة والوسطي وفرق بينهما قليلا” رواه البخاري.
وقال الحافظ بن حجر قول ابن بطال حق على كل من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبى صلى الله عليه وسلم فى الجنه ولا منزلة فى الآخرة افضل من ذلك بل سيزداد تعلقك باليتيم حينما تسمع هذا الحديث الذى رواه احمد عن عمرو ابن مالك القشيرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلي طعامة وشرابة حتي يستغني عنه وجبت له الجنة البتة” وأجمل من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر” رواه البخاري ومسلم، فما اربحها من تجارة، أما من خالف ذلك وتناسى هذا الفضل وأعرض عن هذا الثواب فقد باع آخرته بدنيا غيره.
وهذا هو رسول الله صلي الله عليه وسلم لما جاءه رجل يشكوا قسوة قلبه وكلنا هذا الرجل والحديث رواه الطبرانى فى الكبير عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال أتى النبى صلى الله عليه وسلم رجل يشكوا قسوة قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم أتحب ان يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ قال الرجل نعم، قال له إرحم اليتيم وإمسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك” وهكذا أمر الاسلام بالتراحم العام، فالرجل قد يهش لأصدقائه حين يلقاهم ويرق لاولاده حين يراهم ولكن المفروض فى المؤمن أن تكون دائرة رحمته أوسع من ذلك بان يظهر مودته ورحمته لعامة من يلقى وخاصة الأيتام لأنه صلى الله عليه وسلم قال كماعند الإمام البخارى “من لا يرحم لا يرحم”
ومن هنا كانت الحاجة ماسة للكلام عن اليتيم والرحمة به لما فى ذلك من الخير العظيم، وقال الله تعالى ” أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم” أى يظلمه ويهضمه حقه فذلك من الكبائر التى حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين ومن الكبائر اكل مال اليتيم فمن إستحل مال اليتيم ظلما فقد إشترى جهنم كما قال تعالى ” إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا” وقال سبحانه وتعالي محذرا ” فأما اليتيم فلا تقهر” وقهر اليتيم هو أذاه وسبه وشتمه وضربه وتجويعه وإهانته ونهره وذله وتكليفه بما يشق عليه وأكل حقه وماله، ذالكم هو فضل الإحسان الى اليتامى والترهيب من ظلمهم أما وقد تبين الرشد من الغى فأى الطريقين تختاروا؟
أنا وكافل اليتيم في الجنة