ادب وثقافة

أنتمي إلى فلسطين

جريدة موطني

أنتمي إلى فلسطين

 

الليلُ والنجمُ جناحهُ
والمستعان بالله والصبر الجميل .
كالرياح تعصفُ من غزة
وطوفانٌ سيأتي من الجليل.

هي الكلمة أنتَ
والله قد أهدى إليك المستحيل
إليك نزَلَت جنانهُ
وصار لك إنجيلاً
وصار لك قرآناً فرتِّله ترتيل .
هو القرار أنت
ما لك من سنَدٍ غير الله
وملائكة السماء وجبريل .

كيف اقتلعتَ أبراج الحديد
يا ابن غزة
كيف لك هذا الباع الطويل ؟
كيف أتيتَ من العقمِ ؟
وأعلنت ذاك الجيش خصياناً
أين هم من هذا النصر الجليل؟.

هذا حيدرةُ الكرَّار ببابِ خيبرٍ
وهنا الكرامة ستبقى جيلاً فجيل
سمعتُ أنك نزلتَ عليهم
من السماء طيراً أبابيل.
فسلاماً عليك يوم ولدتَ
سلاماً عليم يوم عبرتَ
وسلاماً عليك يوم رميتهم
بحجارةٍ من سجِّيل.

ما أنت إلا سمانا
ونجومنا في هذا الليل الذليل .
كم كان لصوتك زئيراً؟
وكم كان لجوادك من صهيل ؟
فالنخلة استعادت شموخها
ونادت المجدلية أن تستفيء بها
وأن تسند ضهرها إلى جذعها .
فاليوم بدأت حرب السماء والأرض
هذا هو الزمان المستحيل.

وكنت أراهم شامخين كالأرز
يزأرون كالرعد
وأكملوا جوقة العزف
هي الساعة هي القيامة وهي الوعد .
وأعرف أن دمَ الأطفال
سيعود بوعد الله
إنَّ وعدَ الله وعدُ.

انزفي يا دماء انزفي
واكتبي يا أقلام اكتبي
وارسمي على الأرض طفلةً عاريةً
تمَّ التنكيلُ بها .
وتحبلُ بفقرٍ يدافعُ عن فقرٍ
آهٍ لهذا الفقر العنيد.

ما أجمل الفقر حين يثور !!
ما أجملَ الفقر حين يرفضُ أحلام العبيد !!!
أنت وحدك قف وراقب
إني أرى فيك نبوءة قد اقتربت
لستُ أقولُ سوى
أن دماء طفل رضيعٍ
ستصنع ألف شهيد .

هذي النبوءة تشعرني
بأن أيوباً معنا
وبأننا من الصابرين .
ما أصعبَ صبركَ يا أيوب !!
حين ترى طائرةً تصبُّ حمماً
على ضحكة طفلٍ صغير .
أما فيكم من يستحي أيها السافلين ؟

أما تستحي كرامتكم
حين ترى امرأة تحمل بندقيةً
تحكي مطالبها
تدفع بها عن كرامتكم أيها المخنثين ؟

لا علاقة لي سوى
أن بي طوفانٌ من القهرِ
ومن ظلم الأقربين .
عيوني ما عدتُ أرى بها
إلا من زواياها
فأين أنتم ؟ فلتضربوا
جواً وبحراً وبراً
ومن فوق ومن تحت
وعن شمالٍ وعن يمين .

فمهما يكن انتماؤكَ
فإن دم الأطفال يجعلني
أنتمي إلى فلسطين .

د.أنور مغنية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار