أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الجنة ونعيمها، وروي عن النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم كما جاء في صحيح الإمام مسلم ” يأكل أهل الجنة ويشربون لا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس، فتضمن هذا الحديث اكلهم وشربهم ومصرف هذا الأكل والشرب ونفى عنهم المخاط وقضاء الحاجة والبصاق وكل عيب وقذر ونقص ملازم للآدمي في الدنيا، فالجنة فيها الخبز واللحم والفاكهة والحلوى وأنواع الأشربة من الماء واللبن والعسل والخمر وليس في الدنيا من هذا إلا الأسماء فقط.
فيقول الله تعالي ” وأمددناهم ” أي بالفاكهة واللحم، وبعده الشراب، فيقول تعالي “يتنازعون فيها كأسا ” فيشرب أحدهم ويناول صاحبه ليتم بذلك فرحهم وسرورهم وتمتعهم بالأكل والشرب، وبشرهم بأن هذا الشراب ” لا لغو فيها ولا تأثيم ” فنفى السباب والتخاصم والتعارك وكل ما لا فائدة فيه وما يكون سببا للإثم من القول والفعل، وكما نفى كل عيوب الخمر الموجودة في الدنيا من الصداع وذهاب العقل ووجع البطن مع كراهة الطعم والرائحة ووصفها بضدها من الصفاء والجمال واللذة، وقال ابن الجوزي لما كانت اغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والإعتدال لم يكن فيها أذى ولا فضلة تستقذر بل يتولد عن تلك الأغذية أطيب ريح وأحسنه، وحيث أن أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون فيكون مصرفهم عن طريقين هما الرشح كرشح المسك، والجشأ.
ففي الحديث ” ذلك جشاء كريح المسك ” وقد سئل نبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم ما بال الطعام، يعني مصرفه، قال ” جشاء ورشح كرشح المسك” وقال صلي الله عليه وسلم أيضا “حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر” ويقول الله تعالي ” ولهم رزقهم فيها بكرة و عشيا ” قال ابن تيمية والجنة ليس فيها شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش، وكذلك لهم يوم المزيد يوم الجمعة يعرف بما يظهرمن الأنوار الجديدة القوية وإن كانت الجنة كلها نور لكن في بعض الأوقات نور آخر يتميزالنهارعن الليل، أما أزواجهم في الجنة فقد وصفهن الله تعالي بأجمل الأوصاف الظاهرة والباطنة وجلاهن للمشمرين بأكمل وصف وأرقه وأجمعه بما لا مزيد عليه، فقال تعالي ” وبشر الذين آمنوا ” إلى قوله تعالي ” وأزواج مطهرة ”
فجمع لهم في هذه البشارة بين نعيم البدن ونعيم النفس بالأزواج المطهرة ودوام العيش حيث قال تعالي ” وهم فيها خالدون ” فالمطهرة هي من طهرت من الحيض والنفاس والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر كما طهر لسانها وطرفها وأخلاقها فيشمل الطهارة الظاهرة والباطنة، فيا عباد الله صلوا وسلموا على حبيبكم ونبيكم ومن أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ، فقال سبحانه قولا كريما ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الطغاة المشركين، والكافرين والملحدين والنصارى الحاقدين واليهود الغاصبين،
أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك، اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين، اللهم من أرادنا بسوء فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه، اللهم نكس رأسه، واجعل الخوف لباسه، اللهم تول أمرنا ولا تكلنا إلى أنفسنا، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصر إخواننا المسلمين في فلسطين، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان يارب العالمين، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا، وعونا ومعينا، اللهم قوي شوكتهم، واحم حوزتهم، اللهم سدد رميهم، واخذل عدوك وعدوهم، يا ذا الجلال والإكرام.
