أخبار ومقالات دينية

 أهمية العقل في الإنسان

جريدة موطني

 أهمية العقل في الإنسان

بقلم / محمــــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، فهو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهذا هو المتفق عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضا أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام، وعن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال” إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد” متفق عليه، وعن أبي موسى الأشعري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء.

فقال صلى الله عليه وسلم ” أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة” رواه مسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن الإنسان المحسن إلى الخلق والمخلص في ذلك لا ينتظر تقديرا ولا ثناء من الخلق، فإنه متى فعل الخير وأيقن بأن ربه سبحانه وتعالي يعلمه علما يثيب عليه، هان عليه ما يجده من جحود نكران بعض الناس، للجميل الذى أسداه والمعروف الذى صنعه، فاعلم يا باغي الخير أن مفهوم الخير واسع وليس محصورا، فهو اسم شامل لكل ما ينتفع به المرء عاجلا أو آجلا، وإن العقل من عظيم نعم الخالق على المكلف من عباده المخلوقين إذ بالعقل يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات المحيطة به.

وتقول الحكمة العقل السليم في الجسم السليم، وهذا فيما يختص بسلامة الدنيا من أمور العمل والكسب والتعمير، التي قد يتساوى فيها المسلم وغيره، وإن العقل هو الذي يفهم الدين، وهو الذي يتميز به المسلم عن غيره، بل قد يتميز به المسلمون بعضهم على بعض، فمنهم قريب وأقرب، وبعيد وأبعد، فإن الله تعالى اختص العالمين الإنس والجن على غيرهم بالعقل والاختيار، والعلم والإدراك، والتعلم والتعليم، والذوق والتذوق، ويعد الذوق والتذوق من أعظم الميزات التي تميز هذين العالمين عن غيرهما، فمن فسد عنده الذوق والتذوق، نزل إلى أحط المنازل، غير أنه يمشي على رجلين، وله رأس تحمل عينين، وأنفا وأذنين، تماما مثل الآدميين، حيث قال الله تعالى فى سورة الأعراف ” أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون”

فإذا فقد الإنسان العقل السليم الذي يقوده إلى الخير، ويبعده عن الشر، فقد أصبح كالبهيمة التي تأكل وتشرب ولا تعقل شيئا بل إنها خير منه، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها” أي دنيئها وخسيسها، رواه الحاكم، وقال ابن حبان وإن محبة المرء المكارم من الأخلاق وكراهته سفسافها، هو نفس العقل، فالعقل به يكون الحظ، ويؤنس الغربة، وينفي الفاقة، ولا مال أفضل منه، ولا يتم دين أحد حتى يتم عقله، وهو من أفضل مواهب الله لعباده، وهو دواء القلوب، ومطية المجتهدين، وبذر حراثة الآخرة، وتاج المؤمن في الدنيا، وعُدته في وقوع النوائب، ومن عدم العقل لم يزده السلطان عزا، ولا المال يرفعه قدرا، ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجد من لذة دنياه.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار