أوروبا تستعد لمرحلة عسكرية جديدة وتشمل النساء فى التجنيد اجباري لأول مرة
أيمن بحر
تتحرك أوروبا بخطوات متسارعة تعكس حجم القلق من اتساع الحروب داخل القارة إذ بدأت عدة دول أوروبية فى اتخاذ قرار غير مسبوق بإدراج النساء ضمن التجنيد الإجبارى للمرة الأولى وهو تحول كبير فى المجتمعات الغربية التى كانت تعتبر هذا الأمر من المحظورات. ووفق تقرير لصحيفة اسبانية فإن الدنمارك ستكون أول دولة تبدأ بتنفيذ القرار حيث ستتلقى الفتيات اللاتى يبلغن ثمانية عشر عاما اعتبارا من شهر ابريل المقبل قرارا بالتوجه لمراكز التقييم العسكرى والخضوع لنظام اليانصيب العسكري نفسه المطبق على الرجال وفى حال عدم توفر عدد كاف من المتطوعين ستجد آلاف الشابات أنفسهن مجندات بشكل إلزام. و يأتي هذا التغيير عقب الحرب بين روسيا وأوكرانيا التى هزت الأمن الأوروبى أعادت أجواء الحروب الباردة حيث عبرت فتاة دنماركية قد يجرى استدعاؤها قريبا عن رفضها للموت والخوف من العودة محطمة من ساحات القتال بينما ترى أخريات فى الخطوة تطورا اجتماعيا مهما إذ قالت شابة متطوعة إنها تعتبر الأمر شرفا ومسؤولية لا يجب أن تقتصر على الرجال. وفى المقابل فإن النرويج والسويد سبق الدنمارك فى تجنيد النساء بينما تقترب دول البلطيق لاتفيا و ليتوانيا استونيا من اتخاذ الخطوة نفسها خاصة أنها أكثر الدول شعورا بالتهديد الروسي المباشر وقد أكد وزير الدفاع الاتفاق أن بلاده تعيش بجوار دولة معتدية ولا يمكن استبعاد نصف المجتمع عن واجب الدفاع الوطنى. تعاني هذه الدول ايضا من أزمة سكانية حادة تؤثر على قدراتها العسكرية المستقبلية ما يجعل مشاركة النساء عاملا أساسيا فى خطط الدفاع الجديدة. ورغم ذلك تكشف تقارير دنماركية عن تعرض اكثر من خمس المجندات لتحرش أو عنف داخل الثكنات الا ان الحكومات تعمل على إصلاح البيئة العسكرية وتجهيزها لاستقبال أعداد أكبر من المجندات. وفى خلفية المشهد تستمر اوكرانيا فى تقديم النموذج الأقوى بسبعين ألف امرأة تقاتل ضمن صفوف جيشها وهو ما أصبح مثالا أوروبيا للجيل الجديد من أنظمة الدفاع ومع تصاعد التوتر شرق القارة الأوروبية تبدو أوروبا وكأنها تدخل مرحلة جديدة تعيد فيها تشكيل سياساتها العسكرية والأمنية.
أوروبا تستعد لمرحلة عسكرية جديدة وتشمل النساء فى التجنيد اجباري لأول مرة

