المقالات

 أوصيكم بأحب الأعمال إلى الله

جريده موطني

أوصيكم بأحب الأعمال إلى الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 أوصيكم بأحب الأعمال إلى الله

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من مواقفه صلى الله عليه وسلم في وفائه مع أعدائه هو موقفه مع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأبيه في غزوة بدر، فعن حذيفة رضي الله عنه قال ” ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حُسيل، فأخذنا كفار قريش، قالوا إنكم تريدون محمدا؟ فقلنا ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر، فقال انصرفا، نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم ” رواه مسلم، وقال المناوي ” انصرفا، نفي بعهدهم”

 

فأمر لحذيفة وأبيه بالوفاء للمشركين بما عاهدوهما عليه حين أخذوهما وأخذوا عليهما أن لا يقاتلوهما يوم بدر، فاعتذرا للنبي صلى الله عليه وسلم، فقبل عذرهما وأمرهما بالوفاء “ونستعين الله عليهم” أي على قتالهم، فإنما النصر من عند الله لا بكثرة عدد ولا عدد، وقد أعانه الله تعالى وكانت واقعة بدر، أعز الله بها الإسلام وأهله” ولقد حث الإسلام على الإنفاق في الخير ووجوه البر، ورتب على ذلك الثواب العظيم، ومن فوائدها أن هذا العمل أحب الأعمال إلى الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على أخيك المسلم تكشف كربا، أو تقضي دينا، أو تطرد عنه جوعا” ومن فوائدها أن الصدقة تمحو الخطيئة وآثارها ومن فوائدها أن الله عز وجل يتلقاها بيمينه، كما قال صلى الله عليه وسلم.

 

 

“ما من مسلم ينفق نفقة في سبيل الله ولو تمرة إلا تلقاها الله بيمينه فينميها له كما ينمي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل العظيم” ومن فوائدها أن الله يخلف على المنفق خيرا مما أنفق، ومن فوائدها أن هذه الصدقة لا تنقص الأمانة معنويا بل هي تعود عليه بالخير، ومن فوائدها أن أعمالها تجري على صاحبها في قبرة، ولهذه الصدقة آداب ينبغي أن يتحلى بها المتصدق، لعل الله أن يقبل صدقته وإحسانه، فأول ذلك أن يكون الباعث على الصدقة والإحسان ابتغاء وجه الله، وأن يريد بصدقته وجه الله، لا رياء ولا سمعة، لا ثناء الناس ومديحهم لكن يريد التقرب إلى الله عز وجل، ومنها أن يختار لصدقته مالا طيبا خاليا من المحرمات، ومن ذلك أيضا أن يكون منشرح الصدر بالنفقة لا مانا بها، ولا متعاليا بها، ومنها أن يعلم أنه بهذه النفقة يقرض الله تعالى وتقدس ويرجو بها خيرا كثيرا منه.

 

فليطمئن بذلك نفسه، وليحمد الله على الثواب العظيم، ومنها أن ينفق في صحته وسلامته، فإن الإنفاق في سبيل الخير له طرق متعددة ومجالات واسعة، لا تقف عند نوع معين بل في هذا الزمان تنوعت وجوه الخير، وتعددت الأسباب لذلك، فالمسلمون يقصدون بصدقاتهم وإحسانهم وجه الله، ونفع إخوانهم المسلمين، وإعانتهم على مهماتهم ومشاكل أمورهم، وإن الإسلام عندما حرم الربا وتوعد عليه الوعيد الشديد، أراد من الأمة أن يكون المال سببا لعز الأمة وغنى بعضها ببعض، واكتفاء بعضها ببعض، وأن تكون هذه الأموال سببا للنهوض بالأمة والرقي بها إلى المستوى اللائق بها، فالإسلام حارب الربا لأن حقيقته بقاء الأموال عند فئة من الناس وحرمان الآخرين، هذا المرابي لا يعمل صالحا، إنما يريد من ماله أن يربح على أكتاف الفقراء والمحتاجين

 

ولهذا يرصدها في البنوك العالمية تقوى بها دول غير إسلامية عل المسلمين، تقوي اقتصادهم وتخلصهم من البطالة، ويصبح هذا المال عونا لهم حتى ضد المسلمين، فلهذا وقف الإسلام من الربا الموقف العظيم، وجعل المرابي محاربا لله ورسوله، وإن عالمنا الإسلامي بأمس الحاجة إلى وحدة الأهداف، وإلى التعاون على البر والتقوى لأجل أن يعيش المجتمع المسلم حياة سعيدة آمنة مطمئنة، فعالمنا الإسلامي يشكو من أمور مختلفة، فمن عالمنا الإسلامي من يشكو من قلة الموارد، فهو بحاجة إلى دعم موارده للوقوف في حل مشاكله الاقتصادية، ونهوض المجتمع عن البطالة، ومن عالمنا الإسلامي من توجد في أراضيه أنواع الخيرات والفواكه الطبيعية، وهو بحاجة إلى مال ليشتغل في تلك الخيرات وينهض بمجتمعه، ومنها من به أيد عاملة وعقول مفكرة، لكن بحاجة إلى مال لتشغيل تلك الأيادي العاملة، ومساعدة العقول والأفكار بالمال المسلم للنهوض بالأمة. أوصيكم بأحب الأعمال إلى الله

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار