إرهابي يتفلسف… على مصر!
مصر أكبر من كل حاقد، وأعظم من أن تُنال بكلمة من جاهل
بقلم : عماد نويجي
يبدو أن بعض الكائنات المهووسة بالدم والدمار قررت مؤخرًا أن تُلقننا دروسًا في الوطنية!
فقد خرج أحد «المنظّرين» ممن لا يعرفون من الحضارة سوى ما رأوه في خرائط جوجل، ليُحدثنا عن دولة بحجم مصر وكأنه يتحدث عن كوخ في أطراف الصحراء!
يا للعجب!
يتحدث عن مصر مَن لم يعرف من التاريخ إلا ما قرأه في منشورات محرضة، ولم يرَ من الجغرافيا سوى الرمال التي يختبئ فيها.
ينتقد مصر مَن لا يملك من الحضارة إلا لحية مُتربة، ومن الفكر إلا شتائم تُكتب بأصابع مرتجفة!
أيتها العقول التائهة،
هل تعلمون أن مصر كانت تُدرّس الفلسفة وتُقيم الحضارات حين كنتم بعدُ تبحثون عن ظل نخلة تحتمون به؟
هل تعلمون أن النيل كتب التاريخ قبل أن تتعلموا أن تمسكوا بالقلم؟
وهل تعلمون أن أرضها أنجبت من علموا الدنيا معنى الكرامة والقيادة والإيمان؟
إن مصر — التي تحاولون النيل منها — لا تُقاس بمساحة أرضها، بل بعمق أثرها، ولا بتاريخ ماضيها فقط، بل بصلابة حاضرها.
هي الدولة التي إن اهتزّ لها العالم، وقف. وإن صمتت، تكلمت العروبة باسمها.
فلا تُتعبوا أنفسكم بالمقارنات ولا بالمحاولات، لأن من يُقارن نفسه بمصر، كمن يحاول أن يُطفئ الشمس بقبضة تراب.
وإن كانت مصر تُثير حنقكم، فذلك لأنها تُذكّركم بعجزكم، وتُعرّي فراغكم، وتُبرهن أن العظمة لا تُستعار… بل تُولد من جذور التاريخ.
فيا من تتحدثون باسم الدين لتبرروا الدمار،
اعلموا أن الله لم يخلق الإنسان ليُفجّر وطنه، ولا ليُكفّر أخاه، بل ليُعمّر الأرض بالخير والعقل والحياة.
أما أنتم، فأنتم مجرد ضجيج في زحام التاريخ المصري… ضجيج سيمرّ، كما مرّ غيركم،
وستبقى مصر، تلك التي لا تُهزم لأنها ببساطة… لا تنحني.


