الدكروري يكتب عن إسلام زعيم قبيلة غطفان
بقلم / محمـــد الدكــروري
عباد الله عليكم بتربية أبنائكم تربية إسلامية ترضي الله ورسوله، واغرسوا في وعي أولادكم حُب الله ورسولة وحب سنة نبية المصطفي صلي الله عليه وسلم والاقتداء بأهل العلم والصلاح والنفرة من الباطل والدعاء للعاصي بالهداية وللمبتلى بالعافية، وحبّبوا إليهم القراءةَ وشجّعوهم عليها، وأشيروا عليهم بما ينفع، وجنبوهم ما يضر كما تجنبونهم السموم، وإن خير ما يقرأه الناشئ بعد القرآن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرة صحابته الكرام وتاريخ الإسلام وأيامه العظام، بينوا لهم حاجة الأمة إليهم، وإلى النور والعلم الذي معهم وأن عليهم الاجتهاد للتأهل لأن يكونوا قادة وعلماء وأئمة رحمة وهدى، ولا بد من غرس المفاهيم العليا فيهم.
وتكرارها حتى ترسخ كالإيمان بالله واليوم الآخر والطمأنينة المطلقة إلى ما جاء عن الله ورسوله، ولزوم السنة ومحبتها وذكر ثواب الأعمال وتذكر الموت والاستعداد للآخرة، والعناية بأحوال المسلمين وكثرة الدعاء لهم ولولاة الأمر بالصلاح، ولزوم جماعة المسلمين، فقيل أن هناك رجل من كبار الصحابة، وكان اسمه نعيم بن مسعود وهذا زعيم قبيلة غطفان وجاء على رأس جيش ليحارب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في معركة الخندق ، فكانت له قصة رائعة، فكان مستلقيا في خيمته، وهو يحاصر النبي صلي الله عليه وسلم، وقد جرى حوار ذاتي، داخلي، الآن إذا إنسان ركب وسافر وحده، ساكت، هو ليس ساكتا، هناك حوار مع ذاته، وكل واحد منكم إذا ماشي بالطريق وهو صامت.
أو جالس ينتظر وهو صامت، لا بد من حوار مع الذات، فهذا الحوار مع الذات مهم جدا، فهذا الصحابي الجليل يخاطب نفسه، فيقول ويحك يا نعيم، أنت عاقل، لماذا جئت تحارب هذا الرجل؟ هل سفك دما، هل انتهك عرضا، هل اغتصب مالا، أيليق بك يا نعيم، أن تحارب رجلا رحيما، فحاور نفسه، وكم إنسان يرتكب أبشع الأغلاط وهو غافل، فقال أيليق بك يا نعيم، وأنت العاقل أن تحارب هذا الرجل، ماذا فعل هذا الرجل ؟ ماذا فعل أصحابه ؟ ومازال يحاور نفسه، ويؤنبها، ويبحث عن الصواب، إلى أن وقف واتجه نحو معسكر النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالنبي فى دهشه، زعيم قبيلة معادية، قال له نعيم ؟ قال يا نعيم ما الذي جاء بك إلينا، قال جئت لأعلن إسلامي.
سبحان الله بساعة تفكير، ساعة إعمال عقل، ساعة تأمل ساعة حديث مع الذات، انقلب من رجل مشرك يحارب الله ورسوله، إلى رجل مؤمن، قال له امرني يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعركة على وشك أن ينتهي الإسلام، قال بعض من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم أيعدنا صاحبكم أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته، والله عز وجل قال فى سورة الأحزاب ” هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا” فالإنسان المراقب يوقن أنه بقي للإسلام ساعات، ما اجتمع في الجزيرة عشرة آلاف مقاتل جاءوا ليستأصلوا الإسلام، فقال له امرني، قال له أنت واحد، فقال عليه الصلاة والسلام” خذل عنا ما استطعت” فهذا الرجل الواحد استطاع أن يدخل إلى قريش.
وأن يوقع بينها وبين اليهود الذين نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال اليهود ندموا على نقض عهدهم مع محمد صلى الله عليه وسلم، الآن سيطلبون منكم رهائن كي لا تتخلوا عنهم، وهذه الرهائن سوف يقدمونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقتلهم، وقال لقريش كلام معاكس، فقد وقع بين قريش واليهود ما فيه الشقاق، والله عز وجل دعم الموقف لأنه أرسل رياحا عاتية، قلبت قدورهم، وأطفأت نيرانهم، واقتلعت خيامهم، وكفى الله المؤمنين القتال، يعني أيام الإنسان موقف واحد يسعد به إلى أبد الآبدين، مثل هذا الصحابى نعيم وهى لحظة عقل واحدة، نقلته من مشرك مقاتل إلى جهنم إلى مؤمن صحابي جليل، نترضي عنه إلي الآن.