شريط الاخبار

إصلاح مضغة القلب

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن إصلاح مضغة القلب

بقلم / محمـــد الدكـــروي

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، لقد اختلف العلماء والمؤرخون في تحديد اليوم الذي ولد فيه النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فبعضهم يقول إنه في اليوم الثاني من شهر ربيع الأول، وبعضهم يقول إنه في اليوم الثامن، وبعضهم يقول إنه في اليوم التاسع، وبعضهم يقول إنه في اليوم العاشر، وبعضهم يقول إنه في الثاني عشر، وبعضهم يقول إنه في السابع عشر، وبعضهم يقول إنه في الثاني والعشرين، ورجح أكثر المحققين والفلكيين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في يوم الاثنين الثامن من شهر ربيع الأول لأنهم وجدوا أن تاريخ الثاني عشر لا يصادف يوم الاثنين، ولكنهم اتفقوا على أن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في الثاني عشر من شهر ربيع الأول. 

 

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإنه يجب على كل مسلم ومسلمة العمل على إصلاح قلوبهم والعناية بها، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يهتم بإصلاح القلب غاية الاهتمام، ويعتني به تمام العناية، ويوصي بذلك في كثير من أحاديثه الشريفة فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، يصرفه حيث شاء” ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم مصرف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك” رواه مسلم، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم “اللهم اجعل في قلبي نورا” ويقول أيضا “اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع” 

 

فيجب علينا جميعا أن نعلم جيدا أن القلب هو موضع نظر الله تعالى فى لإنسان، فالله تعالى يوم القيامة لا ينظر إلى كم رصيدك أو ما هو منصبك ورتبتك، ولا ينظر إلى كم لديك من الأولاد والقصور والعقار، ولكن الله ينظر إلى هذا القلب وما فيه من خير أو شر، لذا ينبغي علينا أن نهتم بهذا العضو ونزيّنه بزينة الإيمان والتوبة والإنابة إلى الله تعالى، ويجب علينا أن نعلم تماما أن الله تعالى انزل لباسين للإنسان، لباسا ظاهرا يواري العورة ويسترها، ولباسا باطنا من التقوى يجمّل العبد ويستره، فإذا انكشف هذا الغطاء انكشفت عورته الباطنة، كما تنكشف عورته الظاهرة بنزع ما يسترها من لباس، فإن صلاح الجوارح بصلاح القلب، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، قال. 

 

” ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” فإذا كان القلب صالحا فكان تبعا لذلك تصلح الجوارح فلا ترى العين إلا حلال ولا تسمع الأذن إلا الحلال ولا يقول اللسان إلا ما يرضي الله تعالى، وإذا كان القلب فاسدا فكان تبعا لذلك تفسد الجوارح فترى العين تنظر إلى الحرام والقنوات المحرمة والأذن تسمع الغناء والحرام وكذلك اللسان تجده يخوضن وفي اعراض الناس صباح ومساء ومن هنا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه” وإن القلب كثير التقلب، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا” 

إصلاح مضغة القلب

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار