الرئيسيةاخبارإعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول
اخبار

إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول

إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول

إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كتب علينا الإحسان ونهانا عن الفجور والفسوق والعصيان، وأشهد أن لا إله إلا الله الكريم المنان وأشهد أن سيدنا محمدا النبي المصطفى العدنان اللهم صل وسلم عليه صلاة دائمة تشفع لصاحبها يوم العرض على الملك الديان وبعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن التفكير في حياة الإنسان، ولكن ما هية التفكير هو أن فكر في الأمر وأن تعمل العقل فيه، ورتب بعض ما يعلم ليصل به إلى مجهول، وأفكر في الأمر اي فكر فيه فهو مفكر، وفكّر في الأمر هو مبالغة في فكر، وهو أشيع في الإستعمال من فكر، فالفكر هو إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول، والتفكير هو إعمال العقل في مشكلة للتوصل إلى حلها، والفكر هو جمع أفكار، وهي تردد الخاطر بالتأمل والتدبر بطلب المعاني، وهذا في اللغة، أما في الإصطلاح فلعله من المناسب. 

 

أن أتجاوز إشكالية التعريف التي تحيط بهذا المصطلح إلى التعريف الذي أرتئيه للتفكير وهو العملية الذهنية التي ينظم بها العقل خبرات ومعلومات الإنسان من أجل إتخاذ قرار معين إزاء مشكلة أو موضوع محدد، ومن التعريف السابق نخلص إلى أن التفكير يتطلب قالبا ينتظم خبرات ومعلومات الإنسان، ومخزنا يحتويها ويحتفظ بها لحين إستدعائها، وبيئة نفسية معينة ومحيطا إجتماعيا محددا التفكير لا يمكن أن يحدث في فراغ وإنما في بيئة ما، ولذا كان من الواجب أن أعرض لعلاقة اللغة والذاكرة والحالة النفسية من جهة والتفكير من جهة أخرى، ذلك أن اللغة هي القالب الذي يشكّل الخبرات والمعلومات، والذاكرة هي ذلك المخزن الذي يحتويها، والحالة النفسية وهي سيكيولوجية التفكير وهي الجو الذي يتنفس فيه التفكير، واعلم أخي الكريم أن ثراء لغتك سبب في عمق تفكيرك. 

 

وأن هناك علاقة عضوية متينة بين اللغة والتفكير، فاللغة هي القالب الذي ينصبّ فيه الفكر، والفكر هو المضمون الذي يحتويه ذلك القالب اللغوي، ويعبر البعض عن هذه الوشيجة بالقول بأن اللغة والفكر يعتبران وجهين لعملة واحدة، وأنه يتعذر التفكير التجريدي الذي هو في المعنويات لا في المحسوسات في حالة إنعدام اللغة ويتسطح بضعفها، ذلك أنها السبيل الأوحد لتحويل التفكير الحسي في المحسوسات إلى تفكير تجريدي نافع، ويستلزم التفكير العميق ثراء لغويا وعمقا في فهم دلالات وإيحاءات الكلمات المكونة للبناء اللغوي وفي هذا المعنى يقول الدكتور محمد الشنيطي وليس من شك في أننا حين نفكر لا سبيل لنا إلى التفكير إلا في لغة، ولا حيلة لنا إلى ضبط هذا التفكير إلا إذا كان القالب اللغوي واضح المعالم لا يفضي إلى غموض ولا يدعو إلى لبس ولا ينم عن قلق. 

 

وإضطراب ينعكس بالتالي على تفكيرنا، ولتأكيد هذه الأهمية المتناهية للثراء اللغوي، أشارت المصادر إلى أن التفكير في أي مشكلة إنما يعتمد على مجموعة محددة من الكلمات والمصطلحات، وبديهي أن من كان فهمه أعمق لهذه الكلمات والمصطلحات فإن تفكيره سيكون أعمق وأنضج، فهب أن مشكلة ما تعتمد على الكلمات التالية، أناس أو حق أو واجب أو إستطاعة أو كذب أو صدق أو حرية أو دقة، أو ضوابط أو حوافز أو نجاح أو تحقق ذات إستشعار المسؤولية أو إجتهاد أو صواب أو خطأ أو إستئناف العمل أو ثقافة أو أزمة أو إدارة، ومن هنا فإن كل من يتفهم هذه الكلمات والمصطلحات، بجانب سيرورة تفكيره وفق المنهج العلمي سيكون أحظى بالصواب وأظفر بالنجاح بعد توفيق الله تعالى له من كل من تتمنع عليه هذه الكلمات، وتتشوه في عينيه هذه المصطلحات.

إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول

إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *