المقالات

إغتيال السلطان الأيوبي توران شاه

جريدة موطني

إغتيال السلطان الأيوبي توران شاه

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية أنه بعد رحيل الملك لويس التاسع إلى عكا مباشرة قد اغتيل السلطان الأيوبي توران شاه بفارسكور على أيدي المماليك الذين دحروا الصليبيين في المنصورة وفارسكور، ليصبحوا منذ ذلك الحين حكاما لمصر وبعد قليل حكاما للشام، وبعد هزيمة الصليبيين سنة ألف ومائتان وخمسون ميلادي، توزعت الخريطة السياسية والعسكرية في شرق حوض البحر المتوسط على أربع قوى أساسية وهم المماليك في مصر، والأيوبيون في الشام، والصليبيون في عكا وساحل الشام، ومملكة قليقية الأرمينية، وإمارة أنطاكية الصليبية.

 

وفيما تحول المماليك في مصر والأيوبيون في الشام إلى عدوين لدودين، وتحالف صليبيو عكا وأرمن قليقية وصليبيو أنطاكية، ومن مقر إقامته في عكا حاول لويس مناورة مماليك مصر مستغلا الصراع الناشب بينهم وبين بقايا الدولة الأيوبية في الشام، وبمجرد وصول لويس إلى عكا وفد إليه مبعوث من الناصر يوسف ملك دمشق طالباً إقامة تحالف أيوبي-صليبي ضد مماليك مصر، لكن لويس رفض بسبب خوفه على مصير أسراه المحتجزين في مصر، ولمعرفته أن مصر قوة لايُستهان بها وفي ذاكرته هزيمته في مصر وهزيمة التحالف الصليبي مع أيوبيي الشام سنة ألف ومائتان وأربع وأربعون ميلادي، والذي أدى لسقوط بيت المقدس بالكامل في أيدي المسلمين، ولكن بعدما أرسل الناصر يوسف رسالة إلى لويس.

 

توحي باستعداده لتسليمه القدس في مقابل مساعدته ضد السلطان عز الدين أيبك في مصر اهتم لويس للأمر وأرسل إلى أيبك موفده جون أوف فالنسيين‏ يحذره من أنه سيضطر إلى التحالف مع دمشق ضده في حالة عدم الإفراج عن الأسرى الصليبيين المحتجزين في مصر، ولم تؤدي تلك المشاريع التحالفية إلى شيء ذي أهمية باستثناء موافقة أيبك على الإفراج عن الأسرى والتنازل عن بقية الفدية المطلوبة من لويس مقابل منع الناصر محمد من الاقتراب من حدود مصر، ولكنها كانت تنذر بسقوط بني أيوب في الهاوية بعد كل إخفاقاتهم وصراعاتهم الداخلية، وفقدانهم كل مسوغات بقائهم في حكم المنطقة العربية الإسلامية ما أدى في النهاية إلى بزوغ نجم دولة المماليك كقوة عسكرية مخلصة تذود عن الإسلام وتجاهد الغزاة ولاتهادنهم.

 

ولاتتنازل لهم عن أراضي المسلمين ومقدساتهم، وكذلك كان حال الأيوبيين وقت بزوغ نجمهم في عهد صلاح الدين الأيوبي، وفي تلك الغضون كانت الجيوش المغولية آخذة في التوغل في الجانب الشرقي من أوروبا والعالم الإسلامي، والصليبيون وحلفهم كانوا يأملون بالتحالف مع المغول ضد العالم الإسلامي وفي عام ألف ومائتان وسبع وأربعون ميلادي خضعت مملكة قليقية بإرادتها للمغول.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار