إقامة الصلاة بأركانها وخشوعها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 29 أغسطس 2024
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان”
وكان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائة ” اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئس البطانة” وإن أهل النار خمسة وهم الضعيف الذي لا عزم له،
الذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وإن حرمة نساء المجاهدين على القاعدين.
كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله، فيخونه فيهم، إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟ أي ما تظنون في رغبته في أخذ حسناته والإستكثار منها في ذلك المقام، أي لا يبقى منها شيئا إن أمكنه،
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة” ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة”
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال ألا هذه غدرة فلان بن فلان” ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء الغادر يوم القيامة عند استه” واعلموا يرحمكم الله أن من الأسباب المعينة لتجديد الإيمان في القلوب.
هو إقامة الصلاة بأركانها وخشوعها، فالصلاة أعظم أركان الإسلام بعد التوحيد وهي الصلة بين العبد وبين ربه تعالى وإقامتها في أوقاتها بأركانها وشروطها تبعث في النفس الطمأنينة والخشوع والذلة لله تعالى الأمر الذي يحقق الإيمان الحقيقي والتقوى في القلوب،
والصلاة أيضا طريق لتهذيب النفس والأخلاق وحفظها عن الفواحش والدنايا والمحرمات كما جعل سبحانه إقامة الصلاة على أوقاتها،
من أعظم ما يذهب السيئات والخطايا عن الإنسان، وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر” رواه مسلم، وقد جعل الله تعالي الصلاة طريقا لذكره وسبيلا لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله.
فقال عز وجل ” إنني أنا الله لا إله إلا انا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري” وقال السعدي رحمه الله ” أقم الصلاة لأجل ذكرك إياي، لأن ذكره تعالى أجل المقاصد، وهو عبودية القلب، وبه سعادته، فالقلب المعطل عن ذكر الله، معطل عن كل خير، وقد خرب كل الخراب، فشرع الله للعباد أنواع العبادات،
التي المقصود منها إقامة ذكره، وخصوصا الصلاة” وفي التأخر في إقامة الصلاة أو التقليل من أهميتها دليل على خلو القلب من الإيمان وتتبعه للشهوات وللغي، وجاء في حديث أبي هريرة مرفوعا ” أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما،
لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار” متفق عليه.
أما في ترك الصلاة بلا عذر شرعي فهذا أمر محرم شرعا، وقد يفضي بصاحبه إلى الكفر عياذا بالله تعالى فعن بريدة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة،
فمن تركها فقد كفر” رواه أحمد، وأن حياة القلوب إنما هي بإقامة الصلاة على الوجه المطلوب وأن من إيمان العبد أن يرتبط بربه جل وعز عن طريق هذه الفريضة العظيمة.
إقامة الصلاة بأركانها وخشوعها