إلى أين تأخذنا التكنولوجيا؟
لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
عندما ظهرت الآلة الحاسبة، منذ عقود طويلة، بقدرتها على إجراء العمليات الحسابية البسيطة، مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة، وحتى قبل تقدمها لإجراء العمليات الأكثر تعقيداً، اعتبرنا ذلك طفرة تكنولوجية هائلة، أسهمت كثيراً في دعم قدراتنا العملية. ثم ظهر الحاسب الآلي، أو الكمبيوتر، الذي كان سبباً أساسياً في إحداث نقلة نوعية في مفاهيم وسلوكيات حياتنا العلمية والعملية.
وتطورت استخدامات الحاسب الآلي، بالتزامن مع تطور حجمه واستخداماته، وظهرت الهواتف المحمولة، التي شهدت تطوراً مضطرداً، حتى وصلت لما يحمله، الأغلبية العظمى، اليوم، من هواتف ذكية، التي ارتبطنا بما ارتباطاً، يستحيل خلخلته، وذلك لما تتيحه من تطبيقات مختلفة، صارت عصباً لاستخداماتنا اليومية، كل وفق اهتماماته، واحتياجاته.
فعلى ذلك الجهاز الصغير حجماً، صرنا نحمل قدراً كبيراً من أعمالنا، سواء على تطبيقات البريد الإلكتروني المختلفة، أو التطبيقات البنكية التي تتمكن من خلالها من إجراء معاملاتك المالية، دون الحاجة لزيارة البنك، وحتى لأغراض السفر، سواء للعمل أو الإجازة، شهدنا انحساراً في دور شركات السياحة، التي كنا نعتمد عليها، كلياً، في إصدار تذاكر الطيران، وذلك بعدما أتاحت التطبيقات الذكية، إمكانية الاطلاع على رحلات كافة خطوط الطيران، وحجز الأنسب منها، وسداد المبلغ المطلوب.
وحتى حجز الفنادق، أذكر انبهاري، في أول استخدام لأحد التطبيقات المخصصة له، من الأسئلة التي أجبت عليها، لإرشادي لأنسب الفنادق لي، كسؤال عن أولوياتي في اختيار موقع الفندق؛ في وسط المدينة، أم في مناطق التسوق، أم بالقرب من مستشفى. تلاه سؤالاً عن موقع الغرفة داخل الفندق، وإن كنت أفضلها مطلة على البحر، أم المدينة، وإن كنت أفضلها في الأدوار العليا أم الأدنى، وغيرها من الأسئلة. ثم تأكد حجز الغرفة، واطلعت على صورها، وأتاح التطبيق تخفيضاً بلغ 20٪ عن سعرها المعلن.
وتعددت التطبيقات، فمنها المختص بالترجمة، والذي استفدت منه استفادة كبرى، لترجمة عدد من المقالات والتقارير الاستراتيجية المنشورة بلغات مختلفة، كالألمانية أو الصينية أو اليابانية، فمن خلال الهاتف المحمول تمكنت من الحصول على ترجمة عربية لتلك المنشورات، ورغم أن الترجمة لا تزيد دقتها عن نسبة 90%، ولكنها كافية لأغراض الاطلاع. ومؤخراً اطلعت على تطبيق، كان مفاجأة لي شخصياً، وهو القدرة على كتابة تقرير، أو مقال أو أية مكاتبات، بأي لغة، دون الحاجة لاستخدام الحاسب الآلي، وذلك من خلال المحادثة مع التطبيق، أو إملاءه، بمعنى أدق، ليتولى هو إعداد المطلوب كتابته في صورة نهائية.
وحتى القيادة، صارت مدعومة بتطبيقات ذكية للقيادة، ولصف، السيارة ذاتياً، إنها التكنولوجيا الجديدة التي ننتظر أن نرى منها العجائب كل يوم.
إلى أين تأخذنا التكنولوجيا؟
لواء دكتور/ سمير فرج