المقالات

إنا أنزلناه في ليلة مباركة

إنا أنزلناه في ليلة مباركة 

بقلم / محمـــد الدكــروري

إنا أنزلناه في ليلة مباركة

لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن القرآن الكريم ونزولة علي النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم وقيل عن قوله تعالى فى سورة القدر” إنا أنزلناه في ليلة القدر” وقوله فى سورة الدخان ” إنا أنزلناه في ليلة مباركة ” وقد نزل فى سائر الشهور، وقال عز وجل فى سورة الإسراء” وقرآنا فرقناه ” فقال أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ فى ليلة القدر من شهر رمضان إلى بيت العزة فى السماء الدنيا ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما فى ثلاث وعشرين سنة فذلك قوله تعالى فى سورة ” فلا أقسم بمواقع النجوم” وقال داود بن أبي هند قلت للشعبى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أما كان ينزل في سائر الشهور؟ قال بلى ولكن جبرائيل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم فى رمضان. 

 

ما نزل إليه فيحكم الله ما يشاء، ويثبت ما يشاء وينسيه ما يشاء، وروى عن أبى ذر الغفارى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في ثلاث ليال مضين من رمضان ويروى فى أول ليلة من رمضان وأنزلت توراة موسى عليه السلام في ست ليال مضين من رمضان وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام في ثلاث عشرة ليلة مضت من رمضان وأنزل زبور داود في ثمان عشرة مضت من رمضان وأنزل الفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم فى الرابعة والعشرين من شهر رمضان لست بقين بعدها، وأما عن قوله تعالى “هدى للناس” من الضلالة وهدى فى محل نصب على القطع لأن القرآن معرفة وهدى نكرة “وبينات من الهدى” أى دلالات واضحات من الحلال والحرام. 

 

والحدود والأحكام “والفرقان” أى الفارق بين الحق والباطل، قوله تعالى ” فمن شهد منكم الشهر فليصمه” أى فمن كان مقيما في الحضر فأدركه الشهر، وقد اختلف أهل العلم فيمن أدركه الشهر وهو مقيم ثم سافر وروى عن الإمام على رضي الله عنه أنه قال لا يجوز له الفطر، واختلف أهل العلم فيمن أدركه الشهر وهو مقيم ثم سافر، وروى عن الإمام على رضي الله عنه أنه قال لا يجوز له الفطر، وبه قال عبيدة السلمانى لقوله تعالى “فمن شهد منكم الشهر فليصمه” أى الشهر كله وذهب أكثر الصحابة والفقهاء إلى أنه إذا أنشأ السفر فى شهر رمضان جاز له أن يفطر ومعنى الآية فمن شهد منكم الشهر كله فليصمه أي الشهر كله ومن لم يشهد منكم الشهر كله فليصم ما شهد منه والدليل وهو عن ابن عباس رضي الله عنهما قال. 

 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد، ثم أفطر وأفطر الناس معه فكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن رمضان المبارك هو الشهر الذى أنزل الله تعالى فيه كتابه الحكيم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، والقرآن الكريم هو أساس الجهاد الكبير المستمر، الجهاد بالكلمة، فقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه بأن يجاهدوا الكفار بالقرآن الكريم جهادا كبيرا، وأمرهم بذلك وهم مضطهدون بمكة منهيون عن القتال بالسيف، مأمورون بأن يكفوا أيديهم ويقيموا الصلاة، فأنزل الله تعالى على رسوله قوله كما جاء فى سورة الفرقان ” فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا” فأمره بأمرين مهمين. 

 

علينا أن نتذكرهما ونعمل بهما وخصوصا في هذا الشهر العظيم، فقد أمره أولا بأن لا يطيع الكافرين، لا يطيعهم فى أى أمر فيه مخالفة، لما أنزل الله تعالى عليه في أمور الإيمان والعبادات والأخلاق والدعوة ومحاولتهم توهين أمره، وأمره ثانيا بأن لا يقف عند حدود هذا الموقف السلبى مع عظم أهميته، بل أن يخطو خطوة أخرى هى جهاد الكفار بالقرآن الكريم جهادا كبيرا والجهاد الكبير كما تقول كتب التفسير هو الجهاد الجامع لكل مجاهدة. 

إنا أنزلناه في ليلة مباركة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار