مقالات دينية

إنك بيومك ولست بغدك

جريدة موطنى

إنك بيومك ولست بغدك
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد، قيل أنه قال لقمان لابنه يا بني، لا تؤخر التوبة، فإن الموت يأتي بغتة، ومن ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف، كان بين خطرين عظيمين، أحدهما أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي، حتى يصير رينا وطبعا فلا يقبل المحو، والثاني أن يعاجله المرض أو الموت فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو، وعن أبي إسحاق قال قيل لرجل من عبد القيس في مرضه أوصنا قال أنذرتكم سوف، وأوصى ثمامة بن بجاد السلمي قومه، فقال أي قوم، أنذرتكم سوف أعمل، سوف أصلي، سوف أصوم.

ويقول الحسن البصري رحمه الله إياك والتسويف، فانك بيومك، ولست بغدك، قال فإن يكن غد لك، فكس فيه، أي اعمل عملا تكون به كيسا كما كست في اليوم، وإلا يكن الغد لك، لم تندم على ما فرطت في اليوم، وكان مالك بن دينار يقول لنفسه ويحك، بادري قبل أن يأتيك الأمر، ويحك بادري قبل أن يأتيك الأمر، حتى كرر ذلك ستين مرة، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله” قالوا كيف يستعمله؟ قال “يوفقه لعمل صالح قبل موته ” رواه الإمام أحمد، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله دائما حسن الخاتمة كما كان من دعائه صلى الله عليه وسلم ” اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي،

اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين” رواه النسائي وأحمد، فاشتغل أيها العبد بما أنت مخلوق له ولا تنشغل بما خُلق لك فما قدر على فكيك أن يمضغاه فلسوف يمضغاه وما قدر لك من أجل لن ينقص ولن يزيد لأن ربك فعال لما يريد، واعلموا يرحمكم الله إن من أسباب الرزق أن يؤمن المسلم أنه مكتوب ومقدر رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته وهو في بطن أمه ينال ذلك بالأسباب المقدرة له.

فمن أسباب الرزق هو السعي في تحصيله بالأسباب المقدرة له من زراعة أو تجارة أو صناعة أو وظيفة أو غير ذلك من الأسباب المقدرة، وكما إن من أسباب الرزق هو تقوى الله تعالى وطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه كما قال تعالى ” ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” أي من أطاع الله جعل له مخرجا من كل ضيق ورزقه من حيث لا يخطر بباله، وكما إن من أسباب الرزق هو كثرة الاستغفار وطلب المغفرة من الله تعالى حيث قال تعالى إخبارا عن نبيه ورسوله نوح عليه السلام ” فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ” وكما يقول النبي صلي الله عليه وسلم “من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب” رواه أبو داود.

إنك بيومك ولست بغدك

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار