أخبار ومقالات دينية

إياكم والبدع الرجبية

جريدة موطني

الدكرورى يكتب عن إياكم والبدع الرجبية

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 21 يناير 2024#جريدة_موطني

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وهو صلي الله عليه وسلم الذي جاء إليه أعرابي من العرب الجافية ومعه بعيران، فجذبه بردائه بغلظة وجفاف، وقال له بلؤم وخشونة يا محمد، احمل لي على بعيري من مال الله الذي عندك فإنك لا تحمل لي من مالك، ولا مال أبيك،

فقال صلي الله عليه وسلم له برفق وأناة ” نعم، المال مال الله، وأنا عبده، سيعطيك ما طلبت،

ويُقاد منك ما فعلت” فقال لا، قال النبي صلي الله عليه وسلم “ولِما؟”

قال لا تجزي السيئة بالسيئة ولكن تكافئ السيئة بالحسنة، فتبسم النبي العظيم صلي الله عليه وسلم،

وأمر أن يُحمل له شعير على بعير، وتمر على الآخر،

وانصرف شاكرا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين،

أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن شهر رجب فقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى،

لم يثبت في شهر رجب لا في صيامه ولا في صيام أيام معينة منه ولافي قيام ليلة فيه معينة حديث صحيح يصلح للحجة،

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى،

كل حديث في صيام شهر رجب وصلاة بعض الليالي فهو كذب مفترى، وقال الشيخ الشوكاني رحمه الله تعالى، جميع ما ورد فيه من النصوص،

إما موضوع مكذوب وإما ضعيف شديد الضعف، فقد روى الطبراني بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.

“ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به،

وما تركت شيئا يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه” فكل عبادة يجب أن تكون محكمة بحكم الشرع في أمره صلى الله عليه وسلم ونهيه،

جارية على نهجه، موافقة لطريقته، وما سوى ذلك فمردود على صاحبه،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” أو قال صلى الله عليه وسلم أيضا “ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” فبسبب البدع وأهلها يكثر الجدل بغير الحق، وتحصل الخصومة في الدين،

وقد قال قتادة رحمه الله تعالى في قوله تعالى ” ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات” قال هم أهل البدع،

وقد أكدت الأخبار النبوية الشريفة أن القصد في السنة خير من الاجتهاد في بدعة،

وأنه ما قامت بدعة إلا وأميتت سنة.

فقد أخرج الإمام أحمد والبزار من حديث غضيف بن الحارث مرفوعا “ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة،

فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة” ومن هذه البدع بدعة الرجبية الذين يعظمون أياما أو ليالي من شهر رجب،

ولاسيما ليلة السابع والعشرين منه إذ يزعمون أن ليلة الاسراء والمعراج وقعت فيه ولم يثبت ذلك بالنقل الصحيح،

ومن هنا أيها الموحد تعلم أن عبادة الله أمر لايجوز إلا بما شرعه لك الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم ومن أراد أن يتقرب إلى الله عز وجل وينال ثوابه وحبه ورضاه بغير ذلك فسوف يحصل له عكس مقصوده وخلاف مراده،

فإن الله تعالى لا يرضى إلا بما شرعه من العبادات. 

إياكم والبدع الرجبية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار