الرئيسيةUncategorizedإياكم والتقصير في حق الكبير
Uncategorized

إياكم والتقصير في حق الكبير

إياكم والتقصير في حق الكبير

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قدم وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وسلم فقام غلام ليتكلم، فقال صلى الله عليه وسلم مه، فأين الكبير؟ ” الحاكم، وعن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه قال إنطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال صلى الله عليه وسلم ” كبّر، كبّر، وهو أحدث أصغر” القوم فسكت فتكلما ” رواه البخاري.

 

وقال ابن حجر في قوله كبّر، كبّر أي قدم الكبير السن ” وراعى النبي صلى الله عليه وسلم حال الكبير في الصلاة، وحقه في بدئه بالسلام عند اللقاء فقال “إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء ” رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم ” يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد والقليل على الكثير ” رواه البخاري، واعلموا أن الحياء خلق يبحث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق الكبير، ويدفع إلى إعطاء ذي الحق حقه، فعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه ” رواه الترمذي، وعن ابن بريدة رضي الله عنه قال، قال سمرة بن جندب رضي الله عنه ” لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم 

 

فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن فيهم رجالا هم أسن مني ” وكانت تلكم بعض الآداب الراقية في المعاملة بين الصغير والكبير وهي تحث على معاملة الكبير الصغير معاملة رحمة وشفقة، ومعاملة الصغير الكبير معاملة توقير وإحسان وكل ذلك من هدي وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم القائل “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ليس منا من لم يجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف ‌لعالمنا ‌حقه” ومعني ليس منا أي ليس على طريقتنا، ولا أخذ بديننا ولا سار على نهجنا، ولا تشبه أخلاقه أخلاقنا، ومعني “من لم يجلّ كبيرنا” أي أن إجلال الكبير توقيره وإحترامه، وتقديره وتعظيمه وأن يكون له مكانة في النفوس، ومنزلة في القلوب، فإن تعظيمه من تعظيم الله.

 

وإجلاله من إجلال الله كما صلى الله عليه وسلم “إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم” ومن إجلال الكبير وتوقيره هو تقديمه في الكلام وفي الطعام، والشراب والدخول والخروج، ونحوها، فعن سهل بن أبي حثمة، قال انطلق عبدالله بن سهل، ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر، وهي يومئذ صلح، فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبدالله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا، فدفنه، ثم قدم المدينة، فانطلق عبدالرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب عبدالرحمن يتكلم، فقال كبّر، كبّر، وهو أحدث القوم، فسكت، فتكلما” وعن ‌ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “‌إن ‌من ‌الشجر ‌شجرة ‌لا ‌يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبدالله رضي الله عنه ووقع في نفسي أنها النخلة.

 

فاستحييت، ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال هي النخلة” ومن إجلال الكبير وتوقيره هو أن يعظم حق الكبير إذا كان قريبا، أو جارا، ويعظم أكثر إذا كان رحما، ويعظم أكثر وأكثر إذا كان الكبير أب أو أم، وقيل جاء أبو بكر رضي الله عنه، بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله، حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ” لو أقررت الشيخ في بيته، لأتيناه” فانظر كيف أكرم أبو بكر رضي الله عنه أباه، بحمله إياه، وانظر كيف أكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبير، بقوله لأبي بكر “لو أقررت الشيخ في بيته، لأتيناه”

إياكم والتقصير في حق الكبير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قدم وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وسلم فقام غلام ليتكلم، فقال صلى الله عليه وسلم مه، فأين الكبير؟ ” الحاكم، وعن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه قال إنطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال صلى الله عليه وسلم ” كبّر، كبّر، وهو أحدث أصغر” القوم فسكت فتكلما ” رواه البخاري.

وقال ابن حجر في قوله كبّر، كبّر أي قدم الكبير السن ” وراعى النبي صلى الله عليه وسلم حال الكبير في الصلاة، وحقه في بدئه بالسلام عند اللقاء فقال “إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء ” رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم ” يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد والقليل على الكثير ” رواه البخاري، واعلموا أن الحياء خلق يبحث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق الكبير، ويدفع إلى إعطاء ذي الحق حقه، فعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه ” رواه الترمذي، وعن ابن بريدة رضي الله عنه قال، قال سمرة بن جندب رضي الله عنه ” لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن فيهم رجالا هم أسن مني ” وكانت تلكم بعض الآداب الراقية في المعاملة بين الصغير والكبير وهي تحث على معاملة الكبير الصغير معاملة رحمة وشفقة، ومعاملة الصغير الكبير معاملة توقير وإحسان وكل ذلك من هدي وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم القائل “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ليس منا من لم يجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف ‌لعالمنا ‌حقه” ومعني ليس منا أي ليس على طريقتنا، ولا أخذ بديننا ولا سار على نهجنا، ولا تشبه أخلاقه أخلاقنا، ومعني “من لم يجلّ كبيرنا” أي أن إجلال الكبير توقيره وإحترامه، وتقديره وتعظيمه وأن يكون له مكانة في النفوس، ومنزلة في القلوب، فإن تعظيمه من تعظيم الله.

وإجلاله من إجلال الله كما صلى الله عليه وسلم “إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم” ومن إجلال الكبير وتوقيره هو تقديمه في الكلام وفي الطعام، والشراب والدخول والخروج، ونحوها، فعن سهل بن أبي حثمة، قال انطلق عبدالله بن سهل، ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر، وهي يومئذ صلح، فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبدالله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا، فدفنه، ثم قدم المدينة، فانطلق عبدالرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب عبدالرحمن يتكلم، فقال كبّر، كبّر، وهو أحدث القوم، فسكت، فتكلما” وعن ‌ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “‌إن ‌من ‌الشجر ‌شجرة ‌لا ‌يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبدالله رضي الله عنه ووقع في نفسي أنها النخلة.

فاستحييت، ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال هي النخلة” ومن إجلال الكبير وتوقيره هو أن يعظم حق الكبير إذا كان قريبا، أو جارا، ويعظم أكثر إذا كان رحما، ويعظم أكثر وأكثر إذا كان الكبير أب أو أم، وقيل جاء أبو بكر رضي الله عنه، بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله، حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ” لو أقررت الشيخ في بيته، لأتيناه” فانظر كيف أكرم أبو بكر رضي الله عنه أباه، بحمله إياه، وانظر كيف أكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبير، بقوله لأبي بكر “لو أقررت الشيخ في بيته، لأتيناه”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *