المقالات

 إياكم والتنعم في الدنيا

جريده موطني

إياكم والتنعم في الدنيا

بقلم/ محمـــد الدكـــروري إياكم والتنعم في الدنيا

الحمد لله الذي اصطفى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم من سائر بني الإنسان، وجعل فيه الأسوة والقدوة في سائر الأزمان، وفرض علينا محبته، وجعلها شرطا في صحة الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى عليه وعلى أصحابه وسلم تسليما كثيرا، روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال له ” إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين” رواه أحمد، فقصد السبيل هو ألا يسرف المرء في الطيبات حتى تفضي به إلى الترف والبطر والوقوع في الشبهات، وألا يشدد على نفسه حتى يأخذ منه التنطع، ويزحف إليه الملل، وكلا الأمرين مجاف للحنيفية السمحة والمنهج الحق.

 

الذي جاء به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والكيس من ساس نفسه وأخذها بالتي هي أقوم، وكما حرص الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وأصحابه على الخير، وفي هذا الحديث يوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصه على أمته، ورأفته بهم، وعنايته بتربيتهم وحرص أصحابه رضي الله عنهم، على تتبع مناهجه، وتقصي سيرته، وهكذا تكون سيرة الحكماء المربين مع الطلاب الراشدين، فكان هذا أزهد البشر صلوات الله وسلامه عليه وهديه أكمل الهدي، وطريقه أقوم الطرق كان يحب الحلواء والعسل، ويأكل اللحم ويختص بالذراع وكانت تعجبه، وكان يستعذب له الماء، وينقَع له الزبيب والتمر، وأخبر أنه حُبب إليه النساء والطيب، وكان ينهى عن الترهب والغلو حتى عدّ فاعلها خارجا عن سنّته.

 

والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة مستفيضة، وما كان يتكلف من هذه المباحات شيئا ولا يتشهاه، ولكنه إذا وجده لم يكن يرفضه ولا يأباه، وفصل الخطاب أن خطر المباح إنما هو من ناحية ما يعرض له من التوسع فيه والاشتغال به، وقلما نرى منغمسا في الترف عرَف الله حق معرفته وشكره حق شكره، وهكذا فإن الارتقاء بالدعوة وعلاج معوقاتها يتطلب التعاون بين جميع الجهات المعنية، فقد لا يكفي في تحقيق النتائج المرجوة تعاون المعلمة مع الطالبة فحسب، بل يضاف إلى ذلك تعاون إدارة المدرسة والإدارة التعليمية، مع دعم وزارة التربية، بالإضافة إلى المحيطين بالبيئة المدرسية من المؤسسات التربوية الأخرى كالأسرة والمسجد والجهات الخيرية وغيرها.

 

وإنه من المهم أن يكون لكل من المعلم أو المعلمة الداعية والطالب أو الطالبة المدعوة دور إيجابي في إزالة المعوقات التي تواجه دعوة الطلبة والطالبات، حتى يحصل الارتقاء بالدعوة، كما يجب أن يُهيأ لهما الجو المناسب للقيام بمهمتهما الإيجابية الفغالة، وأن تعوّدا على مجابهة المشكلة والتدرب على حلها، وعلى تحديد الأهداف والترجيح بينها عند التعارض، وعلى اتخاذ نظرة واقعية متوازنة إلى نفسيهما وإلى غيرهما، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم أباح سؤال النساء ومخاطبتهن للتعليم في الدين وبعض الأمور الفقهية، والحديث يرفع الحرج في سؤال النساء، ويبيح مخاطبتهن والتلقي عنهن في أدب ووقار من وراء حجاب، ولعل في ذلك عبرة لقوم أسرفوا في السفور ففتحوا لهن الباب، وعظة لآخرين تنطعوا في الحجاب، فحرّموا عليهن رد الجواب، وكلاهما ناكب عن الصراط المستقيم وعن سيرة أغير الناس أجمعين. إياكم والتنعم في الدنيا

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار