الدكروري يكتب عن إياكم والنظرة الحرام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد أمرنا الإسلام بعض البصر وعدم التطاول بالنظر إلي محارم الله تعالي فروي عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال، اطلع رجل من جحر فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع النبى صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو أعلم أنك تنظر لطعنت به فى عينك، إنما جعل الإستئذان من أجل البصر ” وقال ابن الجوزي رحمه الله أن الحديث يدل على أن من اطلع في بيت إنسان بحيث ينظر إلى عورته أو حرمته، فله أن يرمي عينه، فإن فقأها فلا ضمان عليه، ويشهد له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو أن إمرأ أطلع عليك بغير إذن، فخذفته بحصاه، ففقأت عينه، لم يكن عليك جناح” وأيضا من الأخلاق والمبادئ هو تحريم التبرج بالقول أو الفعل.
وقد نهى الله تعالى عن إبداء المرأة زينتها لغير زوجها ومحارمها، وحرم التبرج، سواء كان في القول أو الفعل، لأن فيه إثارة وإغراء للرجال ولفتا لأنظارهم، وفيه عدة آيات كريمات، منها قول الحق سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة النور ” ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ” فالآية الكريمة تنهى عن إبداء الزينة لغير الأزواج والمحارم وما يلحق بهما، وقد دلت على وجوب ستر المرأة لجميع بدنها، ما عدا الوجه والكفين على خلاف مشهور بين العلماء، ولقد دلت الشريعة الإسلامية على نهي النساء عن التبرج بالفعل بضرب الأرجل ليعلم ما يخفين من الزينة، ويقول تعالى فى سورة الأحزاب ” فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا ”
لأن اللين بالقول قد يكون سببا في طمع مرضى القلوب بداء الفواحش، وأيضا قوله تعالى كما جاء فى سورة الأحزاب” وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ” فهذه الآية الكريمة وإن نزلت في نساء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ومعنى التبرج هو إظهار الزينة، لينظر إليهن، فإن ذلك من أقبح الأمور، وقد قال معمر بن المثنى رحمه الله، أن التبرج هو أن تخرج محاسنها، وأيضا يقول الله تعالى فى سورة النور ” فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة” فبإيجاب اللباس الساتر بمواصفات خاصة يُحارب التشريع أسباب الفتنه، ولقد وردت النصوص من الكتاب والسنة تحث على الزواج وتكثير النسل لما في ذلك من المصالح العظيمة الدينية والدنيوية.
فقال الله تعالى كما جاء فى سورة الرعد “ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب ” وروى البخاري ومسلم من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ” فالأمة كلما كثرت حصل لها من العزة والهيبة ما لا يحصل لها في حال القلة، ولهذا مَنّ الله على بني إسرائيل بقوله تعالى كما جاء فى سورة الإسراء ” وجعلناكم أكثر نفيرا ” وذكر نبى الله شعيب قومه بذلك، فقال سبحانه عنه كما جاء فى سورة الأعراف ” واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم “