الرئيسيةثقافةإياكم والوقوع في براثن الفكر المنحرف
ثقافة

إياكم والوقوع في براثن الفكر المنحرف

إياكم والوقوع في براثن الفكر المنحرف

إياكم والوقوع في براثن الفكر المنحرف

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خالق الأكوان ومقلب الأزمان، الحمد لله الذي أكرمنا برابطة الإيمان وجعل المدار عليها في جميع الأوقات والأحيان، أحمده سبحانه وأشكره وعد المتقين بحبوحة الجنان وتوعد الكافرين والمعرضين عن طريق الهدى ضنك النيران، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العظيم الديان، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالرسالة إلى الثقلين الإنس والجان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما نطق بالتوحيد لسان وما عمر قلب بإيمان أما بعد فاتقوا الله عباد الله في السر والعلن تفوزوا بجنة ربكم فقد قال الله في وصفها ” وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ” 

ثم أما بعد إنه ينبغي علينا جميعا تجنب المؤثرات فالنفس مائلة لكل جديد، وحريصة على كل مخالفة للشرع، حيث قال الله تعالى ” إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ” فيبتعد عن كل موقع تعرض فيه مخالفات شرعية، وعن كل منتدى يثار فيه الكلام الفاحش البذيء، وينأى بنفسه عن الصور الفاضحة، واللقطات المثيرة، فإذا نأى بنفسه عن ذلك حفظ إيمانه ونفسه من كل شر، ومن ذلك أيضا هو غض البصر فكل صورة تعرض على الإنسان ولو بدون قصد يتأثر بها، وتكون موجودة في مخيلته، وخاصة تلك الصور الفاضحة لنساء كاسيات عاريات، وتلك الأفلام الهابطة التي تعرض الجنس بكل صوره، فإذا تذكر المسلم قول الله جل وعلا ” قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ” وطبق ذلك أرضى ربه وإرتاحت نفسه، وشعر بنور الإيمان يشع من قلبه.

ومن ذلك أيضا هو التثبت مما يعرض عليه، فالمؤمن يكون حريصا حال تعامله مع الإنترنت أن يتثبت مما يعرض عليه، فغالب ما يوقع الشباب والفتيات في الشر والباطل والوقوع في براثن الفكر المنحرف هو عدم التثبت ممن يتعامل معهم أو مما يعرض عليه من تلك المواقع والمنتديات فيكون فريسة سهلة لهم، ومن ذلك أيضا هو أن يكون التعامل مع الإنترنت في مكان عام بحيث يكون هناك وقاية للشباب والفتيات من استماع أو رؤية ما لا يحل، فالغالب على الشباب والفتيات حب الاستطلاع، ورؤية مالا ينبغي، فإذا حرص ولي الأمر على وضع هذا الجهاز في مكان عام يراه الداخل والخارج ساعد ذلك في عدم الوقوع فيما لا يرضي الله تعالى، ومن ذلك أيضا لزوم رقابة الله تعالى، فمن أعظم الزواجر التي تعين المسلم على التعامل مع شاشات الإنترنت وغيرها. 

هو وجود وازع الرقابة لله عز وجل في قلبه، وعلمه بإطلاعه على أحواله وأموره، وأنه سوف يحاسبه عن كل صغيرة وكبيرة، فيكون ذلك داعيا له في عدم الوقوع فيما حرم الله، وعونا له على فعل كل خير، وإنه على جميع من ولاه الله أمر المسلمين من مسؤولين ودعاة ومعلمين، وآباء وغيرهم أن يتقوا الله تعالي في أولادهم، وأن يحرصوا عليهم من الشرور التي تعرض لهم، وأن يجنبوهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحرصوا على صحبة الخير لهم، فكل وسيلة يأخذ بها المسلم حرصا على نفسه وعلى إخوانه وأولاده فهو مأجور عليها إن شاء الله وتكون عونا له بعد فضل الله في الثبات على الحق، فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا.

ونسألك القصد في الفقر والغنى، ونسألك نعيما لا ينفد، ونسألك قرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.

إياكم والوقوع في براثن الفكر المنحرف

إياكم والوقوع في براثن الفكر المنحرف

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *