أخبار ومقالات دينية

إياكم ولحظات الندم بعد الفراق

اخبار موطني

إياكم ولحظات الندم بعد الفراق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 3 سبتمبر 2024

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله نبي الأميين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد إن هناك من النساء من تطلب الطلاق في كل صغيرة وكبيرة، فما تغضب من زوجها أو ترى منه خلقا سيئا إلا وتبادر بطلب الطلاق طلقني طلقني، وللأسف أن هناك بعض الأزواج تأخذه العزة بالإثم فيغضب ويرعد ويزبد ويطيع الشيطان فيبادر بالطلاق، فيطلق وبعد أن يتخلى عنه الشيطان وعن تلبسه، ويتضح له الأمر وتتجلى له حقيقة الأمر يندم ولكن لا ينفع الندم، وتندم المرأة كذلك ولكن هيهات أن ينفع الندم، فربما كانت هذه طلقة ثالثة بائنة، فيفترق الإثنان. 

 

وإني من خلال هذه الكلمة أُنبه أخواتي النساء بألا يطلبن الطلاق مهما حصل من الأمور التي يمكن أن تحل بطريقة أو بأخرى، فالطلاق ليس حلا نهائيا لكل المشاكل بل الحل في مثل هذه الحالات أن يخرج الرجل من بيته ولا يعود حتى تهدأ الأمور وتعود إلى نصابها ويذهب الشيطان وينكسر أمره، ويذهب حره وشره وكيده، وقد حذر الشرع المطهر من طلب المرأة للطلاق إذا لم يكن هناك داع أو حاجة ماسة، أو ضرورة ملحة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ” رواه أبو داود، فإذا حصل الطلاق وكان الطلاق طلاقا رجعيا أي طلقة أولى أو ثانية فإنه لا يجب ولا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها ولا أن يخرجها زوجها من بيتها. 

 

بل الواجب والشرع يحتم على المطلقة البقاء في بيتها لحين انقضاء عدتها وهذه حكمة عظيمة من الله تعالى لربما تعود الأمور إلى نصابها وتعود المودة والمحبة والألفة بين الزوجين المفترقين، والله عز وجل قد نادي علي رسوله بالآية الكريمة التي معناها أنه يا أيها النبي إذا أردتم أنت والمؤمنون أن تطلقوا نساءكم فطلقوهن مستقبلات لعدتهن، أي في طهر لم يقع فيه جماع، أو في حمل ظاهر واحفظوا العدة لتعلموا وقت الرجعة إن أردتم أن تراجعوهن وخافوا الله ربكم، لا تخرجوا المطلقات من البيوت التي يسكن فيها إلى أن تنقضي عدتهن وهي ثلاث حيضات لغير الصغيرة والآيسة والحامل ولا يجوز لهن الخروج منها بأنفسهن، إلا إذا فعلن فعلة منكرة ظاهرة كالزنى وتلك أحكام الله التي شرعها لعباده ومن يتجاوز أحكام الله فقد ظلم نفسه.

 

وأوردها مورد الهلاك، لا تدري أيها المطلق فإنه لعل الله يحدث بعد ذلك الطلاق أمرا لا تتوقعه فتراجعها، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه، وارضي اللهم عن أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، واحمي حوزة الدين، اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وجميع ولاة أمر المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم اهدنا وسددنا.

إياكم ولحظات الندم بعد الفراق

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار