إيهاب محمود يثمن رؤية السيسي بالقمة الأوروبية لشراكة تنموية شاملة بين مصر وأوروبا
كتب : حسام النوام
في أجواء من الترقب والاهتمام الإقليمي والدولي، جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة المصرية الأوروبية لتؤكد مجددًا مكانة مصر المحورية في معادلة الاستقرار والتنمية بالمنطقة، وترسم ملامح مرحلة جديدة من الشراكة الحقيقية بين ضفتي المتوسط، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتستند إلى رؤية مصرية واضحة تتعامل مع الملفات الإقليمية والدولية بعقل الدولة القادرة والمسؤولة.
الرئيس السيسي في كلمته وضع النقاط فوق الحروف حين تحدث عن ضرورة بناء علاقة متوازنة بين مصر وأوروبا، لا تقتصر على التعاون الاقتصادي فقط، بل تمتد لتشمل ملفات الأمن والهجرة والطاقة والتنمية المستدامة. وأوضح أن مصر تتحمل أعباء ضخمة في مواجهة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية، نيابة عن المنطقة والعالم، وتعمل في الوقت ذاته على تحقيق التنمية وبناء الإنسان المصري في ظل تحديات اقتصادية عالمية غير مسبوقة.
وأكد الرئيس أن مصر لا تنظر إلى التعاون مع أوروبا من منظور المساعدات، بل من منطلق الشراكة المتكافئة، حيث تمتلك القاهرة موقعًا استراتيجيًا فريدًا، وبنية تحتية قوية، وإرادة سياسية مخلصة لتحقيق التكامل الاقتصادي والاستثماري. كما دعا الرئيس إلى دعم مسار التنمية في القارة الإفريقية، انطلاقًا من إيمان مصر العميق بأن استقرار إفريقيا هو جزء من أمن واستقرار العالم بأسره.
وفي هذا السياق، كان لحديث المهندس إيهاب محمود الخبير الاقتصادي والأمين العام المساعد لحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية ومرشح مجلس النواب القادم، أهمية خاصة، إذ قدم رؤية تحليلية عميقة لما جاء في كلمة الرئيس، معتبرًا أنها تمثل خريطة طريق اقتصادية وسياسية متكاملة تعيد صياغة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي على أسس من المصالح المتبادلة والتنمية المستدامة.
وقال المهندس إيهاب محمود إن كلمة الرئيس السيسي في القمة الأوروبية المصرية جاءت لتعكس عقلية الدولة القادرة على إدارة علاقاتها الدولية بثقة ووعي استراتيجي، مشيرًا إلى أن مصر خلال السنوات الماضية أصبحت نموذجًا في التحول من مرحلة التحديات إلى مرحلة البناء والإنجازات، وأنها الآن تدخل مرحلة جديدة من تعزيز الشراكات الاقتصادية مع القوى الإقليمية والدولية الكبرى.
وأضاف أن ما طرحه الرئيس السيسي بشأن ملف الطاقة هو رسالة واضحة للعالم بأن مصر أصبحت مركزًا محوريًا لتداول الطاقة في شرق المتوسط، بفضل ما تحقق من مشروعات قومية في البنية التحتية والغاز الطبيعي والكهرباء، وهو ما يفتح الباب أمام فرص استثمارية هائلة مع الاتحاد الأوروبي في مجالات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر والصناعات التحويلية.
وأكد المهندس إيهاب محمود أن الرؤية المصرية في التعامل مع أوروبا تنطلق من مبدأ الاستقلالية الوطنية، فمصر لا تفرض شروطًا ولا تقبل إملاءات، لكنها تسعى إلى شراكة تقوم على الاحترام المتبادل والتوازن في المصالح، وهو ما ظهر جليًا في تأكيد الرئيس على أن ملف الهجرة غير الشرعية لا يمكن التعامل معه بمعزل عن التنمية، لأن التنمية هي الضمان الحقيقي للاستقرار ومنع تدفقات الهجرة.
وأشار المرشح البرلماني إلى أن القمة المصرية الأوروبية جاءت في توقيت بالغ الأهمية، حيث يشهد العالم اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية متسارعة، الأمر الذي يجعل من التعاون بين القاهرة وبروكسل ضرورة استراتيجية، وليس خيارًا. فالاتحاد الأوروبي بحاجة إلى دور مصر المحوري في ضبط الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وحماية خطوط الطاقة، بينما تحتاج مصر إلى توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع أوروبا بما يخدم خطط التنمية الوطنية ومبادرات الدولة مثل “حياة كريمة” و“ابدأ”.
كما أكد المهندس إيهاب محمود أن هذه القمة تعزز الثقة الدولية في الاقتصاد المصري، بعد أن استطاعت الدولة خلال السنوات الماضية تحقيق معدلات نمو إيجابية رغم الظروف العالمية الصعبة، مشددًا على أن دعم الاستثمارات الأوروبية في مصر سيكون له أثر مباشر على تحسين معيشة المواطن وتوفير فرص العمل للشباب، وهو ما يتسق مع أولويات القيادة السياسية في بناء الإنسان المصري ودعم الشباب والمرأة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وفي ختام حديثه، دعا المهندس إيهاب محمود إلى تحويل ما طرحه الرئيس السيسي إلى برامج تنفيذية مشتركة، من خلال لجان اقتصادية واستثمارية دائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي، تركز على نقل التكنولوجيا، وتعميق التصنيع المحلي، وتطوير التعليم الفني، بما يضمن خلق قاعدة إنتاجية قوية تسهم في زيادة الصادرات وتقليل الواردات.
إن كلمة الرئيس السيسي في القمة المصرية الأوروبية لم تكن مجرد خطاب سياسي، بل كانت رؤية شاملة لمستقبل العلاقة بين مصر وأوروبا، تقوم على الثقة والمصالح المشتركة، وترتكز على قيادة واعية تضع الوطن في مقدمة الأولويات. ورؤية المهندس إيهاب
محمود جاءت لتؤكد أن الشراكة الحقيقية تبدأ من الداخل، من مواطن يثق في بلده، وقيادة تسعى لبناء المستقبل بإرادة لا تعرف المستحيل.
إيهاب محمود يثمن رؤية السيسي بالقمة الأوروبية لشراكة تنموية شاملة بين مصر وأوروبا
