ابطال و بطولات فردية في حرب 5 يونيو 67
تقرير سامح طلعت
كانت هناك بطولات خالدة وأبطال عظام اثناء حرب 67
أبطال لم يسلموا ولم يستسلموا ولم يتركوا أسلحتهم
ولم يفارقوا مواقعهم ولم يدخلوا المخابئ ولم يتركوا البنادق ، ولم ترهبهم دبابات العدو ، ولم تفزعهم طائراته ومدرعاته وقنابله ولم يستجيبوا لإنذاراته
أبطال لم يحتف أحد ببطولاتهم التى صنعوها وقت الهزيمة حيث الشجاعة لها ثمن فادح
و من أمثلة هؤلاء الابطال
الشهيد البطل ملازم اول عصام محمود محمد السرساوي
ولد عصام السرساوي فى القاهرة سنة 1944 في عائلة عسكرية 100 %
فوالده هو اللواء محمود محمد السرساوي
رئيس هيئة التدريب والعمليات
و أحد اساتذة الرئيس جمال عبد الناصر في الكلية الحربية
وعمه هو اللواء عمر محمود محمد السرساوي
وابن عمه هو الرائد بحري الشهيد شريف عمر محمد السرساوي
تربى عصام السرساوي فى العباسية في منزل والده في المنطقة العسكرية المخصصة لكبار ظباط القوات المسلحة
عرف عن عصام من الصفات ما يفسر اختيار الله له لدخول الجنة شهيدا فهو شاب طيب القلب و أمين و محب لاخوتة و خفيف الظل
رغم الظروف الصعبة التي تربى فيها مع اخوته فهو فقد امة عندما كان عمرة 10 سنوات
اعتاد هو واخوته علي غياب أبيه عن المنزل لفترات
طويلة بسبب طبيعة عمله كرجل مقاتل بالقوات المسلحة والحروب المتتالية التي كانت تمر بها مصر وقتها فمن حرب
حرب فلسطين 1948 مرورا بالعدوان الثلاثي و حرب اليمن
انضم عصام الي الكلية الحربية ليتخرج سنة 1965 وينضم الي أفراد الصاعقة و لم يمضي وقت حتي انتقل عصام مع أفراد سريته المكونة من مجموعة من الجنود وصف الضباط
الي سيناء ليساهم مع رفاقه في الدفاع عن تراب مصر علي أغلي وأقدس جزء من أرضيها
كانت كل أمانيه من رحلته الي سيناء هي أن يتمكن من تلقين الاسرائيليين درسا لا ينسوة
اذا حاولوا الاقتراب من أرض مصر أو ان يستشهد فهو مقاتل من طراز خاص
من طراز خاص يرجوا من القتال الا احدى اثنتين النصر أو
الشهادة وفي 5 يونيو 1967 قام الاسرائيليون يالهجوم علي
اراضي سيناء و انسحبت القوات المصرية الي اراضي الضفة الغربية من قناة السويس فيما عرف بالنكسة
الا ان بعض الوحدات الصغيرة من السرايا والفصائل لم تعد الي قواعدها ابدا
منها السرية التي قادها بطلنا, فعلي الرغم من نداءات القيادة
المتكررة علي اجهزة اللاسلكي والامر المشهور بالانسحاب, الا
ان عصام لم ينسحب بل اختار طواعية أن يبقي ليقاتل وسط أفراد مجموعته الذين بقوا معة لنوال الشهادة
حتى نال الشهادة التي استحقها بجدارة هو و رفقة و لم يعد
منهم الا القليل ليحكوا لنا قصص استشهادهم المؤثرة
نال الشهادة وهو في السنة الرابعة والعشرين من عمره,
اختلفت الاقاويل عن طريقة استشهاده
فالبعض قال أنهم رأوا جسده الطاهر في يوم 5 يونيو وهو
ينزف علي رمال سيناء اثر اصابته بالعديد من الطلقات والشظايا أثناء المعركة
والبعض قال انه شوهد في الأسر الاسرائيلى بعد ان اصيب
اصابة بالغة أدت الي أسره لكي يتم قتله في الاسر
كثرت وتعددت الحكايات عن رؤية الشهيد البطل في 5 يونيو,
فقد اعتبر مفقودا لمدة 6 أشهر بعد النكسة الي أن تم اعتباره
شهيدا و تم منحة و سام نجمة الشرف العسكرية
التي تسلمها والده اللواء محمود السرساوي
حرب 1967 لم تكن حرب النكسة كما نسميها نحن
بل كانت تأشيرة دخول من أبواب الجنة للكثير من الشهداء
و تأشيرة دخول اخرى للابطال الاحياء استعملوها لدخول بوابة النصر في عام 1973