فى خطوة تعكس الثقة فى الاقتصاد المصرى أعلنت الحكومة المصرية بدء تنفيذ استثمارات قطرية كبرى داخل مصر حيث سيتم توقيع عقد شراكة مصرية قطرية بمليارات الدولارات خلال الأيام القادمة تشمل تطوير وتنمية مناطق سملا وعلم الروم بمحافظة مرسى مطروح شمال غرب مصر فى مشروع ضخم يشبه فى حجمه وأهدافه مشروع رأس الحكمة الذي استثمرت فيه الإمارات سابقا مما يجعل من الساحل الشمالي مركزا عمرانيا وسياحيا عالميا
الإعلان عن المشروع جاء خلال اجتماع رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على هامش القمة الأولى لقادة التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر في الدوحة حيث أكدا الطرفان أهمية التعاون الاستثماري بين البلدين لتحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد المصري
هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في مسار الاستثمار العمراني داخل مصر لأنه يضيف بعدا جديدا للتنمية في الساحل الشمالي ويرفع من قيمته الاقتصادية والسياحية كما يسهم في توفير فرص عمل جديدة للمصريين ويزيد من موارد الدولة دون أن تتحمل الموازنة العامة أعباء إضافية إذ يعتمد على الشراكة مع القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب
المدن الجديدة التي تنشأ من مثل هذه المشروعات لا تقتصر على البعد الاقتصادي فقط بل تسهم أيضا في تحسين الصورة الذهنية لمصر أمام العالم وتعزز مكانتها كوجهة استثمارية وسياحية منافسة في الشرق الأوسط والعالم فالسياحة اليوم ليست آثارا فقط بل تجربة متكاملة من عمران وترفيه وخدمات راقية
تنوع المشاريع السياحية والعمرانية في مصر سيجعلها قادرة على المنافسة بقوة في سوق الاستثمار العالمي ويصب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال رفع مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل وتحسين إدارة الموارد الوطنية فكل مشروع يقام على أرض مصر هو في النهاية لصالح المصريين الذين يبنون ويعملون ويستفيدون
أما عن التخوفات التي تتردد أحيانا بشأن دخول رؤوس أموال أجنبية في مشروعات ضخمة فالأمر لا يتعلق ببيع أرض أو تنازل عن سيادة لأن كل شيء يتم وفق القانون والدستور وتحت إشراف الدولة المصرية والاستثمار هنا ليس خصما من الوطن بل إضافة له فالعالم اليوم يعيش في عصر الاقتصاد المفتوح والاستثمار العابر للحدود ومن الحكمة أن نحسن إدارة هذا الواقع لا أن نقف في وجهه
العبرة في النهاية هي بالمصلحة العامة فكل استثمار ناجح على أرض مصر هو ربح للمواطن والدولة معا والمستثمر لا يضع أمواله في مكان ليهدمه بل ليبنيه ويطوره ليكون جزءا من المستقبل
