اعتماد المنهج الإسلامي القويم
هذا هو رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم معلم البشرية الخير والهادي إلي الحق وإلي الطريق المستقيم وصاحب الشفاعة الكبري يوم الدين، فإننا إذا ما أردنا أن نعرف العظمة الخالدة بأجلى معانيها فنرى أنها ما وجدت ولن توجد إلا بشخص صاحب الرسالة العامة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وبرهان ذلك أننا لو استعرضنا عظماء العالم في جميع أدوار الدهر لرأينا أن ما أتوا به من أعمال عظيمة رفعت ذكرهم من حضيض الخمول إلى أوج العظمة، إنما تنقضي بانقضائهم وبعد قليل من الزمن، وأما عمل سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه من ربه جل في علاه، وأما القرآن الكريم ومعجزته الخلقية والعلمية والإدارية والتشريعية والاجتماعية التي تسير مع العقل.
وتمشي مع الدهر جنبا لجنب وهي كافية لجميع مصالح البشر، فلا تنقضي أبدا إلي يوم القيامة، ولا بد من اعتماد المنهج الإسلامي القويم أيضا في تنظيم العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، فلا يظلم أخ أخاه ولا أخته، ولا يتعدى على حقوقه، بل يعامله بالإحسان والإكرام والمودة، ويحميه ويدافع عنه إذا تعرض لمكروه، ويعامله معاملة حسنة ارتكازا على العقيدة السليمة التي يؤمن بها، وهي أن الحياة الدنيا ليس لها دوام، وما هي إلا مرحلة عابرة لدار البقاء وهي الدار الآخرة، ولا تنفع الشحناء والبغضاء إلا في حرمان الإنسان من المنازل العالية في الآخرة، وإذا ما نظرنا إلى المجتمع نفسه وجهوده في عمارة مكوناته سنجد أنه لا بد من تعاون جميع المؤسسات التي تعنى بالصلاح الأسري والاجتماعي.
وتكريس جهودها للتعاون مع أبناء المجتمع المسؤولين عن الأسر الصغيرة وإعانتهم في تنشئة الجيل الجديد الذي يحتاج جميع المقومات النقية والجيدة، ليستطيع استثمار طاقاته فيما بعد بالوجه الأمثل، ويكون معطاء نافعا في المستقبل، وتتضح أهمية الأسرة في الشريعة الإسلامية من خلال اهتمامها بوضع الضمانات التي تمكن الأسرة من أن تكون الأساس الصالح والتربة الطيبة التي تمنح المجتمع الإسلامي كل مقوماته، فالأسرة الصالحة كالتربة الصالحة إن صلحت صلح نباتها، وإن فسدت فسد نباتها، كما أن في الأسرة إشباعا للنزوع الوجداني إلى الأمن والسكن، والإنسان بحكم تطوره الفكري والحضاري، وتعدد أهدافه، وتعقد وسائله، فلم يعد يعيش للذته الحيوانية فحسب، وأنه في كفاحه الدائب لبلوغ غايته.
وسعيه في أداء رسالته، يتطلب الأمن والاستقرار، ويحتاج إلى القلب الحنون الذي يبادله الأنس والسعادة، ويهيئ له وسائل الراحة والسكينة، ويجب علي كل زوجة تجاه زوجها مراعاة كرامته وشعوره، فلا يرى منها في البيت إلا ما يحب، ولا يسمع منها إلا ما يرضى، ولا يستشعر منها إلا ما يُفرح، والزوج في الحقيقة إذا لم يجد في بيته الزوجة الأنيقة النظيفة اللطيفة ذات البسمة الصادقة، والحديث الصادق، والأخلاق العالية، واليد الحانية والرحيمة فأين يجد ذلك؟ وأشقى الناس من رأى الشقاء في بيته وهو بين أهله وأولاده، وأسعد الناس من رأى السعادة في بيته وهو بين أهله وأولاده، وكذلك قيامها بحق الزوج وتدبير المنزل وتربية الأولاد، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا زفوا امرأة إلى زوجها يأمرونها بخدمة الزوج ورعاية حقه، وتربية أولاده. اعتماد المنهج الإسلامي القويم