افكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
افكار بصوت مرتفع
سأتحدث في مقالي هذا عن امي نور عيوني وريحانة قلبي ،امي تلك الانسانة العفيفة التي لم تراقبني يوما لكنها بنت حولي حاجز اخلاقيا يمنعني من الخطأ ووضعت في قلبي رادعا دينيا جعلني مطبقة للدين في الفطرة وجعلتني صاحبة مبدأ وضميرا حيا وحببتني في القراءة وتطوير الذات ….
اذكر مرة قلت لأني اني اعشق الجواهر والحلي فصاغت قلبها لي قلادة وزينتها بدموعها التي كاللؤلؤ كي تسعدني
وابلغتها مرة بأني لست محظوظة بالحياة وطريقي وعرا ومليئا بالصخور الحارقة ففرشت لي ايديها وضفائرها جسرا
كي تخفف عني الم الحياة عندما يشبهون الام بالجنة اضحك لأنني اشعر انهم يبخسوا حق امي فهي ليست جنة بل جنان من الطيبة والعطاء ….امي شذبت خلقي وعلمتني فن المنافسة الشريفة ..ووضعت لي عنوان للحياة اسمه التحدي
امي امبراطورة زاخرة بالجمال والعطاء والمحبة …امي طبيبة ..امي تغص بالزاد وتقسم لي من لقمتها كي اكل من نفس الطعام الذي اكلت منه كوني بعيدة عنها ….كانت امي دوما تحوك لي من خيوط الشمس ملبسا لكي اكون سعيدة ولتعلمني على العين المليانة …امي تربوية ربت اجيالا واجيال …علمتني امي الصدق وهو اجمل ما يعلم للانسان اذ انه في مرة سأل حكيما عن الامور الجميلة التي يجب ان تعلم للاولاد ليكونوا ابناء جيدين فقال لهم علموهم الصدق والصدق سيعلمهم كل شيء جميل في الحياة ..اذ اول عبارة سمعتها من امي حول الصدق قالت (النجاة في الصدق )فالصادق يكون شجاعا ومعطاء ورائعا ..بالرغم من اني ارى نفسي شاذة في مجتمع اصبح النشاز فيه هو المألوف فالكذب اصبح دهاء وتملق ويحصلون من خلاله على ما يريدون والسرقة اصبح صاحبها يعرف بنظرهم اسرار الحياة وشاطرا وكل شئ يغضب الله اصبحوا يضعون له اسما جميلا ليجملوا قبيحهم ويضعوا تبريرا لسوء خلقهم …اما انا اعتزلت العالم لأحافظ على مبادئي السامية التي زرعتها وسقتها امي من دمع العين .
انحنى ظهر امي من اجل تربيتنا وتعب قلبها …واصبحت انصح الناس بأن يحملوا رايات امهاتهم ويكملوا رسالتهن وان لا يبكوا لأن امهاتهم كبرت لكن في الحقيقة أنا نفسيا لا استطيع رؤية امي مريضة واحيانا ابكيها بقدر وزنها دموعا واجعل وسادتها تخيط من دعائي …
ربي احفظ لي امي واحفظ كل ام وارحم المتوفيات …امين يارب العالمين .
