افكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
يسعدني أن أتحدث عن تجربتي الشخصية وعن معاناتي كأم صبورة ، لا بل حدا للصبر وان أصنف نفسي كأم مثالية لأنه لا احد يعرف كم الالم الذي عشته ، في بعض الأحيان نجد امهات يروين قصصهن امام الملأ وفي وسائل التواصل او القنوات الفضائية ويتناولن بعض الصعوبات ونرى كم هائل من التعاطف معهن ويتوجن كأمهات مثاليات ، وبالتأكيد انا لا اقلل من شأنهم و انجازاتهن لكن متاعبي انا كانت ولا زالت ذات لون اخر ولا ضير ان يتحدث الانسان عن تجربته امام الاخرين لتكون دفعة ايجابية ودرس من دروس الحياة يرويه للناس ،فأنا والكل يعرف من أهلي والعائلة والاقارب بأني انسانة مرهفة الحس جدا والجميع كان يقول ان الامومة صعبة وانت لن تقدري أن تكوني أُماً لكني كنت دوما اطبق المقولة التي تقول اعمل الأشياء التي قيل لك استحالة تستطيع القيام بها وكنت على قدر كبير المسؤؤلية وكانت شلالات الحب دوما تغطي أولادي برغم الألم والحالة النفسية والاكتئاب المصاحب للحمل طيل فترة الحمل والأدوية والقلق والأنتظار القاتل بعيادات الطبيبات النسائية والعمليات القيصرية والتي مجرد سماع اسمها يعتبر صدمة لمن لم يجربها بل حتى من جربها وخاصة انا انسانة بجسد غض ورقيق ومن ثم السهر والرضاعة الطبيعية والنظافة والعناية التي لا يعلم بها سوى الله شئ من الخيال والله شاهد على كل كلمة ولا أنكر وقفة والدتي وأهلي وزوجي لكن خلال فترة قصيرة الجميع يذهب لمشاغل الحياة التي لاتنتهي وابقى وحيدة بعيدة عن أهلي اصارع متاعبي الجمة ونعومة وضعف اطفالي وكذلك متابعة ومساعدة اولادي الأكبر بأداء واجباتهم المدرسية والعناية بهم وبنفسياتهم ،لقد صنفت الامومة على انها أصعب مهنة بالعالم فكيف هي بالنسبة لشخصية حريصة وقلقة ووسواسية مثلي ولازلت أعاني بطباعهم النزقة وطلباتهم التعجيزية امام الناس وبالبيت أنها حرب وليست امومة تركت الدنيا وما فيها من أجلهم ، وان تكون انثى وربة بيت وسيدة مجتمع صحفية شئ خيالي وانا احيي نفسي واتوج نفسي كأم مثالية وبكل تواضع وصدق ،قد ترى بعض النساء ان معاناتي طبيعية لأنها تحمل طاقات خرافية لكن أنا طاقاتي محدودة والله عز وجل خلق البشر وجعل لكل انسان طاقة تحمل محددة حسب قابليته النفسية والجسدية.